تحذيرات من كارثة مائية تهدد الزراعة شمال دير الزور

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

أطلق أهالي ناحية الصور ومناطق واسعة من ريف دير الزور الشمالي، نداء استغاثة عاجل إلى الجهات المعنية والمنظمات الدولية، للتحرك السريع وإنقاذ قناة الخابور التي باتت مهددة بالانهيار الكامل، في ظل تصدعات متفاقمة تشهدها بنيتها الأساسية الممتدة على طول عدة كيلومترات.

وتُعد القناة إحدى أبرز شرايين الري في المنطقة، حيث تغذي آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية التي تعتمد كلياً على تدفق مياهها، لكن الأشهر الأخيرة شهدت ضعفًا غير مسبوق في ضخ المياه، ما دفع مزارعين إلى التخلي عن مساحات واسعة من حقولهم، وسط مخاوف من فقدان الموسم الصيفي بشكل شبه كامل.

بحسب شهادة المهندس الزراعي خالد، وهو من أبناء بلدة الصور، فإن التصدعات بدأت منذ مطلع الربيع، وتطورت تدريجياً نتيجة غياب الصيانة الدورية.

وأوضح في حديثه لموقع سوريا 24، أن الضرر يشمل مناطق حيوية من جسم القناة، لاسيما بين المحطة الثالثة وحتى مدخل بلدة الصور، ما أدى إلى انخفاض منسوب المياه بنحو 60% مقارنةً بالعام الماضي.

وأضاف الناصر: أن “الوضع خطير، والانهيار قد يحدث في أي لحظة، ونحن نرفع تقارير فنية منذ شهور دون أي تجاوب فعلي”.

من جهته، قال المزارع أحمد، وهو من سكان ريف الصور: “اضطررنا لحفر آبار سطحية مكلفة لتأمين سقاية بسيطة، لكن المياه الجوفية في المنطقة شحيحة، ولا يمكن الاعتماد عليها طويلاً”، مؤكدًا أن العديد من المزروعات بدأت بالجفاف فعلاً.

ورغم تكرار الشكاوى من سكان المنطقة، إلا أن الاستجابة الرسمية ظلت محدودة، إذ لم تُرسل أي لجان فنية من قبل إدارة الموارد المائية، ولم تُطرح حتى الآن خطط واضحة لمعالجة الخلل المتزايد.

ويقول عبد المجيد العلي، أحد سكان المنطقة: إن “القضية لم تعد فنية فقط، بل تمسّ أمننا الغذائي واستقرارنا المعيشي، تجاهل هذه الكارثة سيؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها، ونحن نحذر من انفجار أزمة زراعية وإنسانية ما لم يتم التحرك فورًا”.

ولا تقتصر تداعيات الأزمة على الزراعة فقط، إذ حذّر مختصون بيئيون من أن جفاف القناة قد يؤدي إلى تشكّل مستنقعات راكدة تحمل مخاطر صحية متعددة، مثل تكاثر البعوض وانتشار الأمراض الجلدية والتنفسية، فضلاً عن ارتفاع حرارة التربة وتزايد العواصف الغبارية في محيط القناة.

في ظل هذا الواقع، يطالب أهالي المنطقة بتدخل فوري من قبل المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في مجالات المياه والري والتنمية الزراعية، عبر إرسال فرق لتقييم الأضرار ووضع خطة إنقاذ عاجلة، تضمن إعادة تأهيل القناة قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة