أزمة صحية خانقة في الرقة: تكاليف المعاينات ترهق كاهل السكان

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

تشهد مدينة الرقة تصاعدًا حادًا في أجور المعاينات الطبية، في وقت يعاني فيه السكان من ضغوط اقتصادية متفاقمة. ووفقًا لشهادات محلية، باتت الرعاية الصحية عبئًا ماليًا كبيرًا يصعب تحمّله، خصوصًا مع تدهور القدرة الشرائية وانخفاض مستويات الدخل.

أرقام تفوق الإمكانات

تشير البيانات إلى أن تكلفة معاينة طبيب القلب أو الأعصاب تصل إلى 100 ألف ليرة سورية، بينما تبلغ أجور الأطباء المختصين في الأطفال والأمراض الداخلية نحو 75 ألف ليرة. أما اختصاصات النساء والتوليد، والأنف والأذن والحنجرة فتتراوح أسعارها حول 50 ألف ليرة، وهو ما لا يتناسب مع مستوى الدخل في المدينة ولا مع سعر صرف الدولار، سواء الرسمي أو في السوق السوداء.

شهادات من قلب المعاناة

يقول محمد العلي (51 عامًا)، أحد سكان المدينة: “الأوضاع المعيشية صعبة، ومع ارتفاع أسعار المعاينات، بات من المستحيل تأمين العلاج لأطفالي. المرض لا ينتظر، ونحن بحاجة إلى دعم حقيقي.”

أما عائشة علو (31 عامًا)، فتروي معاناتها قائلة: “زوجي مريض قلب، وندفع 100 ألف ليرة في كل زيارة. أصبح العلاج تحديًا لا يقل صعوبة عن تأمين الطعام والضروريات اليومية.”

ويضيف عمار العبد الله، وهو صاحب متجر صغير: “الصعوبات لم تعد تقتصر على المعيشة، بل وصلت إلى الطبابة. من غير المنطقي أن تتراوح أجور المعاينات بين 50 و100 ألف ليرة بينما الدخل شبه ثابت.”

اللجنة الصحية: وعود بحلول قريبة

في ظل تصاعد الغضب الشعبي، أكد مصدر في لجنة الصحة بمدينة الرقة لسوريا ٢٤ أن المشكلة معروفة ومساعي المعالجة قائمة، وقال: “ندرك تمامًا حجم الأعباء على الأهالي، ونسعى للتوصل إلى تسعيرة عادلة من خلال التواصل مع الأطباء. لكن التحديات الاقتصادية وانخفاض الدعم المالي يجعل الحلول صعبة التنفيذ في الوقت الراهن.”

الحاجة إلى تدخل عاجل

في ظل هذه الظروف، تزداد المطالبات بضرورة إيجاد آليات تضمن وصول الرعاية الصحية إلى كافة السكان دون أن تتحول إلى عبء مالي لا يُحتمل. فالأوضاع الحالية تفرض على الجهات المعنية، سواء المحلية أو الدولية، الإسراع بتقديم دعم فعّال لتأمين رعاية صحية عادلة وميسورة التكلفة، تحترم كرامة المواطن وتلبي احتياجاته الأساسية.

مقالات ذات صلة