تأثير الأحداث الأخيرة على امتحانات الثانوية.. مطالبة بدورة تكميلية استثنائية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

في وقت لم تهدأ فيه نيران الأحداث العسكرية والأمنية في مناطق عدة من البلاد، وجد طلاب الشهادة الثانوية (البكالوريا) أنفسهم أمام امتحانات مصيرية تزامنت مع تصعيد ميداني واسع، ترك أثرًا بالغًا على قدرتهم الذهنية والنفسية على التركيز، ودفع كثيرين منهم إلى المطالبة بما سموه “الفرصة العادلة” عبر دورة تكميلية استثنائية لهذا العام الدراسي.

من إدلب، وجّه مجموعة طلاب بكالوريا أحرار رسالة مفتوحة إلى وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو وكوادر الوزارة، طالبوا فيها بإنصافهم بعد ما عاشوه من ظروف استثنائية فرضتها أحداث متلاحقة، بدءًا من مشاركتهم في معارك تحرير مناطق من العاصمة دمشق، وحتى التصعيد الأخير في محافظة السويداء والتوتر الأمني الذي أعقب ذلك.

وجاء في نص الرسالة التي حملت توقيع أحمد الأحمد، أحد منسقي الحملة المطالبة بالتكميلي:

“نحن شباب بالمئات، إن لم نكن بالآلاف، ممن شاركوا في معركة تحرير سوريا، وبقينا مستنفرين طيلة الأشهر الماضية، خصوصًا الأشهر الثلاثة الأولى. كثير منا كان ينام في السيارات أو المكاتب أو الطرقات، وننتمي في الأصل إلى مناطق الشمال المحرر”.

ويضيف: “مع بدء الامتحانات، تزامنت أحداث السويداء والتصعيد الإسرائيلي مع جدول الفحوص، في وقت كان العديد منا لا يزال يعمل ضمن الجيش أو قوى الأمن. هناك من فاته بعض الامتحانات، وآخرون قدّموها في ظروف طارئة، ومع ذلك لم يتم اتخاذ أي إجراء يعوضنا أو يراعي هذه الظروف”.

واستشهد الطلاب في رسالتهم بإعلان وزارة التربية تأجيل امتحانات الشهادة الثانوية في محافظة السويداء بسبب التطورات الأمنية، متسائلين عن سبب غياب أي استثناء أو تعويض مماثل لطلاب المناطق الأخرى المتضررين، خصوصًا أولئك الذين انخرطوا بشكل مباشر في العمليات العسكرية أو الأمنية.

وفي مداخلة لـ”سوريا 24“، يروي الطالب عبد القادر الحلبي، من أبناء مدينة معرة النعمان والمقيم حاليًا في الدانا شمال إدلب، تفاصيل المعاناة التي عاشها أثناء تنقله إلى مركز امتحاني في حي الفردوس بمدينة حلب.

يقول عبد القادر: “كنت أقطع يوميًا مسافات طويلة من الدانا إلى حلب، وأصل قبل الامتحان بساعة أو أقل أحيانًا. عانيت من الإرهاق والقلق، وكان الخوف من التأخير أو إغلاق الطرق يزيد الضغط علينا. كل هذا انعكس على تركيزي في الامتحانات”.

ويتابع: “رغم الاستعداد المسبق، شعرت أنني عاجز عن تقديم أفضل ما لدي بسبب الضغط النفسي، فالوضع كان غير مستقر، ومع اقتراب موعد كل مادة، كان هناك هاجس: هل سأتمكن من الوصول في الوقت المناسب؟”

ويختم عبد القادر حديثه بمناشدة الوزارة:

“نحن لا نطلب شيئًا تعجيزيًا، فقط دورة تكميلية كفرصة ثانية تعوض ما مررنا به من ظروف خارجة عن إرادتنا”.

في ظل هذه المطالب، يبقى السؤال مطروحًا: هل تستجيب وزارة التربية لمناشدة الطلاب وتقرّ دورة تكميلية استثنائية تعكس مراعاة للواقع الميداني والإنساني؟ أم سيظل طلاب الشهادة الثانوية يواجهون قرارات لا تأخذ بعين الاعتبار ما عاشوه من أزمات تجاوزت حدود القدرة على التحصيل العلمي؟

مقالات ذات صلة