قرار نقل دائرة النفوس يثير الجدل في الغوطة الشرقية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

أثار الحديث المتداول مؤخرًا عن نية الجهات المعنية نقل دائرة النفوس من موقعها الحالي في كفربطنا إلى ناحية جرمانا أو المليحة، موجة استياء وغضب واسعة في أوساط أهالي الغوطة الشرقية، الذين اعتبروا القرار غير مدروس، ويزيد من معاناتهم اليومية بسبب بعد المسافة وغياب وسائل النقل العامة، فضلًا عن المخاطر الأمنية في بعض المناطق البديلة المطروحة.

ورفع رؤساء بلديات بلدات حمورية، كفربطنا، سقبا، حزة، جسرين، عين ترما، وبيت سوى كتابًا رسميًا إلى محافظة ريف دمشق ومديرية منطقة الغوطة الشرقية، طالبوا فيه بـالإبقاء على دائرة النفوس في موقعها الحالي في كفربطنا، والعمل بدلًا من ذلك على تطويرها وتحديث خدماتها، لتبقى مركزًا خدميًا متاحًا لجميع البلدات المجاورة، كما كانت على مدى أكثر من أربعة عقود.

يقول مصطفى الخالد، أحد أبناء بلدة سقبا، في تصريح خاص لـ”سوريا 24“:”القرار غير مفهوم ولا مبرر. حدا من فوق فتح خرائط غوغل وشاف جرمانا أقرب جغرافياً، بس نسي الناس والواقع! ليش ما حدا استشار مجالس البلديات؟ في ناس بتشتغل كل يوم، كيف بدها تروح على جرمانا مشان ورقة؟ هذا القرار إذا نُفذ رح يكون عبء إضافي على الأهالي”.

“إلى أين نذهب بورقة؟!”

أما عبير، وهي أم لأربعة أطفال من بلدة عين ترما، فترى أن القرار يضع النساء والعائلات في مواجهة مشاق إضافية:”إذا بدنا ورقة من النفوس بدنا نطلع من عين ترما أو جسرين ونوصل جرمانا أو المليحة؟ ما في نقل، ولا أمان، والمصاريف فوق طاقتنا. كفربطنا وسطية وقريبة، وكلنا متعودين عليها”.

“ليش نرجع لوراء؟”من جانبه، قال محمد علي، من بلدة حمورية:”صرلها النفوس بكفربطنا 40 سنة، لو في نية تطوير، خلوها محلها وطوروها. لا تجرونا ورا مشقة جديدة بدون مبرر. جرمانا بعيدة، وتحتاج 4 وسائل نقل رايح جاي. حتى المليحة أقرب، لكنها ما بتخدم كل البلدات. القرار لازم يُعاد النظر فيه فورًا”.

نداء السكان: نرفض النقل ونطالب بالتطوير

أجمع الأهالي على أن القرار، إن نُفذ، سيتسبب في أعباء مالية وإنسانية غير مبررة، في منطقة لا تزال تتعافى من آثار الحرب، وتعاني من غياب خدمات النقل العامة وارتفاع كلفة المواصلات. كما أشاروا إلى مخاوف أمنية من التوجه إلى جرمانا، في ظل التوترات الأمنية المعروفة هناك.

مطالب واضحة قُدمت رسميًا 

الكتاب المقدم من رؤساء البلديات تضمّن أيضًا أرقامًا تقديرية لسكان كل بلدة، وبيّن أن كفربطنا تخدم عشرات الآلاف من المواطنين، ما يجعلها الخيار الأنسب جغرافيًا وإداريًا، بحكم موقعها الوسيط بين بلدات الغوطة، وسهولة الوصول إليها.

بناء على ذلك عقد اجتماع لأعيان البلدات المذكورة في إدارة المنطقة، وأكد، يوسف المؤذن، مسؤول إعلامي في بلدة كفر بطنا أنه خلال الاجتماع توعّد مدير المنطقة أن تبقى دائرة النفوس في كفربطنا إذا وُجد المكان المناسب لهذا النفوس. مشيرًا إلى أن الأهالي والمعنيين في كفربطنا يسعوون جاهدين في تجهيز وتأمين مكان مناسب بحسب مطالبهم.

وأضاف أن هناك وعدًا ضمنيًا من مدير المنطقة بعدم تنفيذ قرار النقل، بشرط تأمين موقع بديل ومناسب داخل كفربطنا.

 خدمة المواطنين لا يجب أن تُختزل بالخرائط

يرى الأهالي أن اتخاذ قرارات خدمية مصيرية يجب أن يُبنى على تشاور ميداني مع السكان والمجالس المحلية، لا على مخططات جغرافية أو معايير تنظيمية جامدة، مؤكدين أن الإبقاء على دائرة النفوس في كفربطنا هو الخيار الواقعي والإنساني الوحيد، تجنبًا لتحميل المواطنين أعباءً هم في غنى عنها، في وقت يعيشون فيه ظروفًا معيشية ضاغطة.

مقالات ذات صلة