باريس: لقاء سوري إسرائيلي برعاية أميركية لخفض التصعيد في الجنوب

Facebook
WhatsApp
Telegram

متابعة - سوريا 24

أكدت صحيفة *Axios* الأميركية أن مسؤولين كباراً من إسرائيل وسوريا عقدوا، أمس الخميس، اجتماعاً في العاصمة الفرنسية باريس، برعاية المبعوث الأميركي الخاص إلى **سوريا**، توم باراك.

وتُعد هذه الخطوة الأعلى مستوى بين الطرفين منذ أكثر من 25 عاماً، وتهدف إلى خفض التوتر بين البلدين، خاصة في الجنوب السوري، حسب الصحيفة ذاتها.

وبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن اللقاء الذي استمر أربع ساعات، جمع كلاً من وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

وجاء الاجتماع بعد أسبوع فقط من اندلاع أحداث وتوترات أمنية في مدينة السويداء جنوبي سوريا، وما تبعها من ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في العاصمة السورية دمشق.

وتُعد هذه القمة أول اجتماع علني بهذا المستوى بين الجانبين منذ محادثات شيبردزتاون في عام 2000، التي جمعت رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك، ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع، بوساطة من الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، في إطار جهود السلام حينها.

ووفقاً للمصادر الإسرائيلية، فإن الهدف الرئيسي من اجتماع باريس كان التوصل إلى تفاهمات أمنية تتعلق بجنوب سوريا، تضمن الحفاظ على وقف إطلاق النار وتمنع تكرار السيناريو الأمني المتوتر الذي وقع مؤخراً.

وكتب توماس باراك على منصة “إكس” قائلاً: “التقيت هذا المساء بالسوريين والإسرائيليين في باريس، كان هدفنا الحوار وخفض التصعيد، وقد حققنا ذلك بالفعل. وأكد جميع الأطراف التزامهم بمواصلة هذه الجهود”.

ويأتي هذا الاجتماع العلني بعد سلسلة من اللقاءات السرية التي جرت على مدى الأشهر الماضية بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين، بعضها تم بوساطة تركية، بحسب مصادر مطلعة.

ففي أعقاب تغيّر موازين القوى في سوريا وسقوط النظام السابق، أجرت إسرائيل وتركيا—التي كانت من أبرز الداعمين للسلطات السورية الجديدة—محادثات لتفادي أي صدام عسكري، وجرى إنشاء خط اتصال مباشر بين الجيشين لتنسيق الحركة في الأجواء السورية.

وفي سياق هذه الاتصالات، اقترح رئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم كالن، على مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إشراك مسؤولين سوريين في الاجتماعات، وهو ما حدث بالفعل، حيث التقى هنغبي عدة مرات بوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في العاصمة الأذربيجانية باكو.

وتشير مصادر *Axios* إلى أن تعاظم تدخل المبعوث الأميركي باراك في الأسابيع الأخيرة دفع باتجاه تحويل هذه اللقاءات إلى مسار تفاوضي رسمي، مع توسيع دائرة المشاركين لتشمل ديرمر، الذي يوصف بأنه همزة الوصل بين حكومة نتنياهو والبيت الأبيض.

وتضيف المصادر أن ديرمر كُلّف بإعداد حزمة من الحوافز الأميركية التي قد تُقنع دمشق بالسير في طريق التطبيع التدريجي مع إسرائيل، وربما تمثل القمة في باريس، من وجهة نظر واشنطن وتل أبيب، أول خطوة حقيقية على هذا الطريق.

غير أن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين شددوا على أن هذا المسار لا يزال في بدايته، وأن أي تقدم مرهون بإجراءات ملموسة لبناء الثقة من الجانبين.

ويُعتقد أن أحداث السويداء الأخيرة، وما أعقبها من تصعيد عسكري، لعبت دوراً محفزاً للإسراع بعقد اللقاء، وسط مخاوف دولية من انفلات الأوضاع الأمنية في الجنوب السوري، وعودة التوترات العسكرية بين سوريا وإسرائيل إلى الواجهة.

وعلى الرغم من الطبيعة السرية والدبلوماسية العالية لهذا اللقاء، فإن مجرد عقده يفتح الباب أمام احتمالات جديدة في العلاقة بين دمشق وتل أبيب، وسط تغيرات إقليمية متسارعة، وعودة أميركية غير معلنة للعب دور الوسيط في الملف السوري، هذه المرة من بوابة خفض التصعيد الأمني، وربما أبعد من ذلك.

مقالات ذات صلة