تشهد مدينة نبل شمالي حلب حالة من الهدوء الأمني، في وقت يواجه فيه الأهالي تحديات خدمية ومعيشية تتعلق بانقطاع الكهرباء وشح المياه وضعف فرص العمل، وفق ما أكدته شهادات مواطنين ومسؤولين محليين.
الأمن: استقرار غير مسبوق
رئيس المجلس المحلي في مدينة نبل، المهندس محمد أوبري، أوضح لمنصة سوريا 24 أن الوضع الأمني “جيد جداً” بفضل التعاون بين الجهات الأمنية والمجتمع المحلي، مشيراً إلى أنه “لم يعد هناك أي نشاطات أو انفلات أمني كما كان الحال في السابق”، مؤكداً أن “التنسيق العالي بين المدنيين والأجهزة الأمنية يسهم في معالجة أي خلافات بالطرق السلمية”.
وأكد عدد من الأهالي هذا التحسن، حيث قال عباس الشاطر لمنصة سوريا 24 إن “حرية الرأي والتعبير أصبحت متاحة، والمواطنون باتوا يذهبون إلى أعمالهم بأمان واطمئنان”، فيما رأى عبد الهادي محيي الدين، مدير المركز الثقافي في نبل، أن “المدينة مستقرة وتحت متابعة أمنية جيدة”.
الخدمات: كهرباء ومياه أبرز التحديات
ورغم الاستقرار الأمني، يشكو السكان من تردي الخدمات الأساسية. ويقول المواطن إسماعيل لمنصة سوريا 24: “لا توجد كهرباء والمياه لا تصل إلا يوماً واحداً في الأسبوع من الرابعة حتى العاشرة مساءً، وتبلغ كلفة ملء خزان المياه 75 ألف ليرة”، وأشار مواطنون آخرون إلى أنهم يعتمدون على مولدات خاصة بأسعار مرتفعة تصل إلى 10 آلاف ليرة للكيلوواط.
ويضيف رئيس المجلس المحلي أن “المياه قليلة جداً، ويضطر الناس إلى شراء الصهاريج التي يبلغ سعرها حالياً 60 ألف ليرة لسعة 5 آلاف ليتر”، مؤكداً أن الكهرباء لم تصل منذ سقوط النظام السابق.
الصحة والتعليم
في المجال الصحي، أفاد أيمن حمام بوجود مستوصف ومشفى يعملان، لكنه شدد على حاجة المدينة إلى المزيد من الأطباء والكوادر الطبية، فيما يقول المجلس المحلي إن المدينة تضم مركزاً صحياً للهلال الأحمر، ومستشفى غير مرخص في الزهراء، إلى جانب 12 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية، موضحاً أن “الوضع التعليمي جيد جداً”.
الوضع المعيشي والتجارة
وعن الوضع المعيشي، ذكر عبدو غزال، صاحب محل مواد غذائية، خلال حديثه لمنصة سوريا 24 أن الأسعار انخفضت بشكل كبير، موضحاً أن “كيلو الأرز أصبح 12 ألف ليرة والسكر 6 آلاف، لكن الحركة التجارية ضعيفة والأعمال شبه متوقفة”.
أما في قطاع النقل، فيشير أبو عبد، سائق سرفيس، إلى أن “أصحاب سيارات الأجرة أصبحوا ينقلون الركاب بنفس الأجرة 10 آلاف ليرة، ما أثر سلباً على دخل السرافيس”، مطالباً بتنظيم العمل.
أولويات المرحلة القادمة
أكد المجلس المحلي أنه وضع دراسة للأولويات بالتعاون مع المخاتير واللجان الأهلية، تتضمن صيانة الطرق ودعم المراكز الصحية وتأمين المياه والكهرباء، إضافة إلى المطالبة بدعم المنظمات الدولية وخلق فرص عمل.
وأشار رئيس المجلس إلى وجود مشكلة الألغام في محيط قريتي مياسة وزنعريتا، التي خلّفها النظام السابق، موضحاً أن عدة حوادث أودت بأرواح مدنيين، داعياً إلى تدخل المنظمات المختصة لنزع الألغام.
السكان
يبلغ عدد سكان مدينة نبل حالياً نحو 40 ألف نسمة، وتشمل تبعيتها الإدارية قرى برج القاص ومياسة وزنعريتا، وختم رئيس المجلس المحلي حديثه بالقول: “الوضع في نبل أفضل أمنياً وإدارياً مما كان عليه في السابق، لكننا بحاجة إلى دعم حقيقي في الخدمات والبنية التحتية كي نتمكن من استكمال مرحلة إعادة البناء”.