مبادرة لإعادة الأمل والاستقرار: تسليم منازل مرممة لعائلات عائدة في سهل الغاب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

في خطوة تعيد الأمل وتضع حجر الأساس لحياة أكثر استقرارًا، بدأت قطر الخيرية، بالتعاون مع فريق الاستجابة الطارئة، تسليم عشرات المنازل المرممة للعائلات المتضررة في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، ضمن إطار حملتها الإنسانية “بالخير نعمرها” التي تنفذها.

المبادرة التي انطلقت من قرية العمقية في سهل الغاب تهدف إلى دعم الأسر التي تضررت من سنوات الحرب الطويلة، وتوفير بيئة سكنية آمنة تساعدهم على العودة إلى مناطقهم الأصلية بعد سنوات من النزوح والعيش في المخيمات.

ترميم لا إعادة بناء.. ولكن الفارق كبير

قال عبدالعزيز حجي، مدير إدارة البرامج والتنمية الدولية في قطر الخيرية، في تصريح خاص لـ”سوريا 24“، إن المرحلة الأولى من المشروع تشمل ترميم 300 منزل تضررت بشكل جزئي، يتم تسليمها فور انتهاء العمل في المنزل وعلى دفعات، أي أن عمليات التسليم مستمرة بشكل دوري، موضحًا أن الترميم يشمل كل ما يتعلق بالبنية السكنية الأساسية، من تمديدات صحية وكهربائية، إلى إصلاح الأرضيات، وإعادة طلاء الجدران، وصيانة الأبواب والنوافذ.

وأضاف الحجي: “لا نقوم بإعادة بناء المنازل، بل نركز على الترميم لتحسين قابلية العيش فيها. وقد بدأنا تسليم أول دفعة من المنازل المنجزة، حيث انتقلت إليها حتى الآن نحو 26 عائلة، كانت تقيم سابقًا في مخيمات منطقة سلقين”.

وتابع أن المشروع بدأ فعليًا في 13 أيار/مايو الماضي، بوضع حجر الأساس، وها هو اليوم يشهد أولى مراحل التسليم، وسط ترحيب كبير من الأهالي الذين طال انتظارهم للعودة إلى منازلهم.

من حياة الخيام إلى جدران الاستقرار

تُعد هذه المبادرة بمثابة نقلة نوعية في حياة الكثير من الأسر التي أنهكها النزوح، خاصة في ظل التدهور المستمر في الوضع الإنساني والاقتصادي، حيث تعاني المخيمات في الشمال السوري من اكتظاظ وسوء في البنية التحتية، وغياب الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.

تلعب مشاريع الترميم مثل هذه دورًا أساسيًا في دعم جهود الاستقرار المجتمعي، وتشجع العائلات على العودة إلى مناطقها الأصلية بدلًا من البقاء في المخيمات، ما يخفف أيضًا الضغط عن المنظمات العاملة في مجال الإغاثة.

أمل متجدد في وجه الخراب

وفي حديث خاص قال أبو محمد لـ”سوريا 24“، وهو أحد العائدين إلى منزله بعد ترميمه: “عدت إلى قريتي بعد غياب دام أكثر من خمس سنوات، لم أصدق أنني سأقف مجددًا أمام باب بيتي. رغم بساطة الترميم، لكنه يعني لنا الكثير. يعني أننا باقون هنا”.

تؤكد هذه المبادرة أهمية الانتقال من مرحلة الإغاثة الطارئة إلى مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار الجزئي، التي تعد أساسية في مساعدة السوريين على استعادة حياتهم الطبيعية، حتى لو جزئيًا، بعد سنوات من التهجير والمعاناة.

نحو مستقبل أكثر استقرارًا

وتأتي هذه الجهود في ظل الحاجة الماسة إلى توسيع نطاق مشاريع الترميم وإعادة التأهيل في مناطق العودة، خاصة في ظل تقليص المساعدات الإنسانية الأممية. ويأمل القائمون على المشروع في أن يُستكمل ليشمل مراحل إضافية، تستهدف مزيدًا من المنازل والعائلات المحتاجة.

مقالات ذات صلة