أعلنت مديرية صحة حلب الحرة توقف الدعم عن عدد من المنشآت والمشاريع الصحية الأساسية في ريف حلب الشمالي، محذّرة من انعكاسات “كارثية” على الواقع الطبي والإنساني في المنطقة، لا سيما مع هشاشة النظام الصحي واعتماده الكبير على المساعدات الإنسانية.
وقال محمد رضوان كردي، مدير صحة حلب الحرة، في حديث خاص لـ”سوريا 24″، إن القرار شمل توقف الدعم عن سبع منشآت حيوية، أبرزها مستشفى الحروق التخصصي، أحد المراكز القليلة المتخصصة في معالجة إصابات الحروق على مستوى شمال سوريا، والذي يستقبل حالات من ريف حلب الشمالي ومناطق شرقي الفرات وصولًا إلى درعا.
وتضم القائمة أيضًا مستشفى شمارين التخصصي، الذي يُعد من المراكز المرجعية ويخدم مناطق واسعة تمتد من ريف إدلب وحتى جرابلس، فضلًا عن استقبال الحالات المحولة من مناطق بعيدة كدمشق واللاذقية، إضافة إلى مركز كفرجنة الصحي، الذي كان يغطي الاحتياجات الطبية الأولية لعشرات القرى المحيطة.
وأشار كردي إلى أن منظومة الإسعاف العاملة في ريف حلب الشمالي قد توقفت كذلك عن العمل، ما يعني غياب خط الدفاع الأول في نقل الحالات الحرجة والتعامل مع الحوادث، مضيفًا أن “كل دقيقة تأخير باتت تساوي حياة مهددة بالموت”.
وشمل التوقف أيضًا مشفى الشهباء للصحة الإنجابية، الذي ساهم في تحسين مؤشرات صحة الأم والطفل في المنطقة، ومحطة توليد الأوكسجين التي كانت تزود العديد من المراكز الصحية بهذه المادة الحيوية، إضافة إلى مشروعين لتدوير النفايات الطبية، ما ينذر بمخاطر صحية وبيئية جسيمة.
ومن جانبه، عبّر أبو جميل، وهو من أهالي بلدة كفرجنة، عن استيائه من توقف المركز الصحي في بلدته، قائلًا لـ”سوريا 24“: “كنا نعتمد على المركز في كل شيء، من معالجة الأطفال والنساء إلى تقديم اللقاحات والرعاية الأولية. اليوم، لا نعرف إلى أين نذهب، وأقرب مركز طبي بحاجة إلى مواصلات وتكاليف لا نقدر عليها. المرضى وكبار السن هم أول من يدفع الثمن”.
خيبة أمل كبيرة أصابت المنطقة جراء قرار” صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا” وقف تمويل هذه المشاريع، في وقت ما زالت فيه المنطقة تعاني من تداعيات الحرب وانهيار البنية الصحية، مشددًا على أن “هذه المنشآت ليست مجرد مبانٍ طبية، بل شرايين حياة لآلاف المدنيين”.
وختم كردي مناشدًا المنظمات الدولية والجهات المانحة ضرورة التحرك العاجل لإعادة الدعم واستئناف العمل في هذه المنشآت، محذرًا من أن استمرار الانقطاع سيؤدي إلى “فجوة كارثية” في الخدمات الصحية، ويهدد حياة آلاف المرضى، خاصة النساء والأطفال وذوي الأمراض المزمنة.
ووفق أطباء فإن هذه المراكز لا تقدم خدمات أساسية يمكن تعويضها بالذهاب لمكان آخر إنما هي خدمات نوعية لا يوجد بديل عنها في جميع المحافظات، من بينها مستشفى الحروق ومستشفى شمارين المختص بالعظمية والقلبية وبالتالي فإن توقف هذه المشاريع سيكون له أثر كارثي بالنسبة للأهالي.