رغم التحذيرات المتكررة والمناشدات من الأهالي والناشطين، لا تزال ظاهرة إطلاق الرصاص الطائش تنتشر في مختلف المناطق السورية، سواء في ريف دمشق أو باقي المحافظات، مُخلّفةً إصابات خطيرة، وأحيانًا ضحايا لا ذنب لهم سوى أنهم تواجدوا في المكان والزمان الخطأ.
وفي أحدث حادثة، أُصيب طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات برصاصة طائشة استقرت قرب عنقه، ويخضع الآن للعلاج في العناية المركزة، وسط حالٍ من القلق والترقب في المدينة التي وقعت فيها الحادثة.
حول هذه الظاهرة المتكررة، يقول فراس السوادي، إعلامي وأحد أبناء مدينة التل بريف دمشق، في حديث لسوريا 24: “ما نراه اليوم لم يعد مجرد تجاوز فردي، بل سلوك جماعي مدمر. الرصاص لا يميز بين صغير وكبير، وكل من يطلقه بلا داعٍ يتحول بشكل أو بآخر إلى قاتل محتمل. رأينا أطفالًا يتساقطون في الشوارع، وأمهات في حالة انهيار، وخوفًا يخيّم على الأحياء مع كل زفة عرس أو مناسبة”.
ويضيف السوادي: “المشكلة أن بعض من يطلقون النار يعتبرون الأمر تعبيرًا عن الفرح أو الحزن، في تجاهل تام لتبعاته. لا يدركون أن رصاصة قد تقطع حياة إنسان أو تترك طفلاً بإعاقة دائمة، أو تدخل الرعب في قلب أسرة بأكملها”.
أثارت هذه الحادثة موجة غضب واستنكار بين الأهالي وعبروا عن استيائهم من استمرار ظاهرة إطلاق النار في المناسبات رغم مخاطرها المتكررة، والتي نشطت في الأشهر الأخيرة.
تشير تقارير محلية إلى أن هذه الحوادث لا تقتصر على منطقة بعينها، بل تمتد من ريف دمشق إلى محافظات مثل حلب، دير الزور، حمص، ودرعا، وقد دعا العديد من المواطنين إلى ضرورة رفع مستوى الوعي والتصدي لهذه الممارسة الخطيرة، حسب وصفهم
ومع ازدياد عدد الإصابات في الأشهر الأخيرة، تتعالى الأصوات المطالبة بفرض عقوبات صارمة ومباشرة على مطلقي الرصاص، وتفعيل الرقابة الأمنية، وتكثيف حملات التوعية في المدارس والجامعات والمجالس المحلية، باعتبار أن الرصاص الطائش ليس مجرّد مخالفة، بل تهديد مباشر للأمن المجتمعي.
ويختم السوادي حديثه بنداء: “كفى اللهو بأرواح الناس، نحن نعيش فوق جراح مفتوحة، ولا نحتمل مزيدًا من الفقد المجاني”.