كهرباء طرطوس تكافح السرقة: إصلاحات طارئة ودعوات لحماية الشبكة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

في ظل استمرار التحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في محافظة طرطوس، أعلنت الشركة العامة لكهرباء طرطوس عن تنفيذ سلسلة من أعمال الصيانة الطارئة والإصلاحات العاجلة، شملت عدة مراكز رئيسية في المحافظة، بهدف استعادة التيار الكهربائي للأهالي بأسرع وقت ممكن بعد تعرض شبكة التوزيع لسرقات متكررة تسببت في تعطيل الخدمة لفترات طويلة.

وأفادت مديرية التشغيل أن ورشات الصيانة نجحت في إعادة وصل الكابلات المسروقة ضمن مركز المشروع الخامس، وذلك ضمن جهود مكثفة لاستدراك الأضرار الناتجة عن عمليات السرقة التي طالت ممتلكات الشركة العامة.

كما تمكّنت ورشة الطوارئ في مركز الشيخ سعد من إعادة محولة “الجيشي” إلى الخدمة بعد أن كانت قد سُرقت بالكامل، ما أدى إلى انقطاع التيار عن عدد كبير من الأحياء السكنية.

وفي قسم صافيتا، تم تنفيذ أعمال صيانة شاملة شملت استبدال القواطع منخفضة الجهد، وبار دخل لعدد من المحولات، فيما واصلت ورشات قسم مشتى الحلو أعمالها في صيانة خط “الملوعة” ومحولة “المهيري”، حيث تضمنت الأعمال فحص زيت المحولات، واستبدال الجسور والفواصل، إضافة إلى صيانة القواطع لضمان كفاءة التشغيل.

من جهتها، أنجزت ورشات قسم سهل عكار إصلاح عدد من الكابلات والشبكات المتضررة، إلى جانب إعادة تأهيل برج تحويل مهترئ كان يشكل خطرًا على سلامة المواطنين ومستخدمي الطريق. وفي قسم القدموس، نُفذت أعمال شدّ للشبكات المنخفضة وتركيب حوامل جديدة، بهدف تحسين جودة التغذية الكهربائية ورفع كفاءة الشبكة في المنطقة.

استقرار الكهرباء لا يُبنى على الإصلاح بعد السرقة

رغم هذه الجهود الميدانية، أعرب عدد من سكان الساحل السوري عن استيائهم من تكرار حوادث السرقة التي باتت تهدد استقرار التغذية الكهربائية، مشيرين إلى أن هذه السرقات تُعدّ نتاجًا لغياب آليات وقائية فعّالة.

وأكد محمد العمار، أحد سكان طرطوس، أن “ورشات كهرباء طرطوس تبذل جهدًا حقيقيًا لإبقاء التيار الكهربائي مستقرًا قدر الإمكان، وسط ظروف صعبة أبرزها السرقات المتكررة والمعدات المهترئة. لكن السؤال المطروح: لماذا تتكرر هذه السرقات أصلاً؟ وهل هناك تدابير وقائية حقيقية لمنعها، أم أننا نكتفي بالإصلاح بعد كل حادثة؟”.

وأضاف العمار في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “نُقدّر جهود الورشات، لكن من حق الأهالي أن يحصلوا على كهرباء مستقرة دون أن يدفعوا ثمن الإهمال المتراكم أو ضعف الإجراءات الأمنية. السرقة أصبحت ظاهرة منظمة، وتتكرر في نفس المواقع، ما يدل على وجود ثغرات كبيرة في الحماية”.

مواجهة ظاهرة السرقة بتعاون أمني

من جهته، أكد محمد علي الديري، المدير العام للشركة العامة لكهرباء محافظة طرطوس، على الجهود المبذولة لمواجهة التحديات، موضحًا أن الشركة تواجه ظروفًا استثنائية ناتجة عن تراكم الأزمات، أبرزها السرقات المتكررة للشبكات والكابلات.

وقال الديري في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “تعمل الشركة العامة لكهرباء طرطوس بالتعاون الوثيق مع قيادة شرطة محافظة طرطوس على تسيير دوريات ليلية دائمة في المدينة والأرياف، بهدف ردع العناصر التي تتعدى على الشبكة الكهربائية، ومعاقبة كل من يثبت تورطه في سرقة المعدات. وقد تمّت ملاحقة عدد من المخالفين بالتنسيق مع القضاء، وتم تطبيق العقوبات الرادعة بحقهم”.

وأشار إلى أن “سرقة الكابلات النحاسية والمحولات تُعدّ خسارة فادحة، ليس فقط من حيث القيمة المالية، بل من حيث تأثيرها المباشر على حياة المواطنين، حيث تؤدي إلى انقطاعات طويلة وتعطيل للخدمات الأساسية”.

التحميل المؤقت وسرعة الاستبدال

وأوضح الديري أن “ورشات الطوارئ في الشركة تعمل على مداواة الأضرار فور حدوثها، حيث يتم مد وشد الشبكات البديلة عن الكابلات المسروقة، واستبدال المحولات المفقودة، وذلك حسب الإمكانيات المتوفرة.

وتابع، أنه عند سرقة محولة في منطقة معينة، نقوم على الفور بتحويل التغذية من خلال محولات مجاورة، إذا سمحت القدرات الفنية، وذلك لضمان استمرار التغذية ولو بشكل محدود، ريثما تتوفر المحولة الجديدة لتركيبها”.

وأضاف: “نعمل على إعادة الخدمة خلال 24 إلى 48 ساعة في معظم الحالات، وهذا يُعدّ إنجازًا في ظل النقص الحاد في القطع التبديلية، وصعوبة التوريد بسبب الوضع الاقتصادي العام”.

التحديات: من السرقة إلى التقنين

ولم يخفِ الديري أن “أحد أبرز التحديات التي تُغذي ظاهرة السرقة هو التقنين الكهربائي الطويل، حيث أن انقطاع التيار لساعات طويلة يشجع ضعاف النفوس على التعدّي على الشبكة، سواء لسرقة الكابلات أو للاتصالات غير المشروعة، ما يزيد من الضغط على الشبكة ويفاقم الأعطال”.

وأكد أن “الشركة تواجه أيضًا تحديات في حماية البنية التحتية، خصوصًا في المناطق الريفية والنائية، حيث تُعدّ الشبكات مكشوفة، وتُستهدف بسهولة. كما أن بعض الأبراج والمحولات تقع في مناطق معزولة، ما يصعّب عملية المراقبة المستمرة”.

حلول مستقبلية: دعوة للتعاون المجتمعي وتعزيز الحماية

ودعا الديري إلى “تضافر الجهود بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي”، مشيرًا إلى أن “الشركة بدأت بتجريب بعض الحلول التقنية، مثل استخدام كابلات مغلفة بأغلفة صعبة القطع، وتركيب أنظمة إنذار مبكر في بعض المحطات الحيوية، لكن هذه الحلول ما تزال محدودة بسبب التكلفة العالية”.

وأكد أن “الحل الجذري لا يكمن فقط في الصيانة، بل في الوقاية والردع، عبر تكثيف الدوريات، ونشر الوعي المجتمعي بأهمية حماية المرفق العام، وتشجيع المواطنين على الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه”.

وتُظهر جهود شركة كهرباء طرطوس استجابة سريعة للانقطاعات، لكنها تُبرز في الوقت نفسه عمق الأزمة التي يعيشها القطاع الكهربائي في الساحل السوري. فبين السرقات المنظمة، وشح الموارد، وانهيار البنية التحتية، تبقى استمرارية التغذية الكهربائية رهينة بجهود بشرية استثنائية، وتعاون أمني، ووعي مجتمعي.

مقالات ذات صلة