دير الزور: المدينة الرياضية تحت رحمة المخلفات الحربية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

حذّر أهالي مدينة دير الزور من خطورة دخول المدينة الرياضية الواقعة على طريق دير الزور – دمشق، جراء انتشار كثيف للذخائر غير المنفجرة والألغام الأرضية داخل المنشأة، بعد أن استخدمها نظام الأسد السابق كثكنة عسكرية ومستودع أسلحة خلال سنوات النزاع.

وأكد علي الصالح، عضو المكتب التنفيذي المسؤول عن البلديات والرياضة والشباب في مجلس محافظة دير الزور، أن المدينة الرياضية تُعد حالياً “مكاناً خطيراً جداً”، مشيراً إلى أنها “تحولت إلى حقل تدريب بالذخيرة الحية خلال سيطرة النظام، ما أدى إلى تلوث واسع بالمخلفات الحربية”.

وأوضح الصالح في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن فرقاً مختصة بدأت بالتنسيق بين مجلس محافظة دير الزور والهلال الأحمر السوري، بمشاركة مهندسين ووحدات متخصصة في إزالة الألغام، استعداداً لبدء عمليات المسح والتطهير في الأيام القليلة القادمة.

وأضاف أن الفرق ستشمل مختصين في العمل الإنساني والمخلفات الحربية، إلى جانب وحدات إعلامية لتغطية العملية، مبيناً أن الهدف هو تأمين الموقع قبل أي خطوة لإعادة تأهيله.

من جهته، قال رائد الحسون، مسؤول عمليات مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري، إن “محافظة دير الزور تعد من أكثر المحافظات تلوثاً بمخلفات الحرب، بسبب تنوع القوى التي سيطرت على المدينة على مدار سنوات الحرب، واستخدام أنواع متعددة من الذخائر”.

وأشار الحسون في حديث لمنصة سوريا ٢٤، إلى أن الاستجابة لخطر المخلفات الحربية في دير الزور “ما تزال خجولة”، لكن هناك جهوداً جارية لتشكيل فرق توعية مجتمعية وفرق مسح غير تقني، على أن يتم لاحقاً إنشاء مركز متخصص لإزالة المخلفات الحربية في المدينة.

وفي منتصف حزيران/يونيو الماضي، أجرى محافظ دير الزور غسان السيد أحمد ونائبه بدري المصلوخ وعدد من أعضاء المجلس التنفيذي جولة ميدانية على موقع المدينة الرياضية ومحيطها، تضمنت السكن الشبابي وجمعية الرواد، حيث أكد المحافظ جاهزية المخططات العمرانية لإعادة إعمار المدينة الرياضية كجزء من مشروع “المدينة الجديدة”، التي تهدف إلى استيعاب العائدين من النازحين والمهجرين.

إلى ذلك، أشار الصالح إلى أن الواقع الرياضي في دير الزور “كارثي”، لافتاً إلى أن معظم المنشآت الرياضية مدمرة كلياً أو جزئياً، وأنه لم تُنشأ أي منشأة رياضية جديدة منذ عام 1980، باستثناء المدينة الرياضية التي لم تُكمل بناءها أصلاً.

وأوضح أن المجلس بدأ بعملية مسح شاملة للمنشآت الرياضية بالتعاون مع مهندسين، تمهيداً لتقديم تقارير التقييم إلى وزارة الشباب والرياضة، مع دراسة طرح بعض المنشآت كـ”نادي الفتوة” وجزء من الملعب البلدي للاستثمار، بينما تُرفع باقي المواقع للاستثمار الخارجي أو التدخل الحكومي لإعادة تأهيلها.

ولا تزال المدينة الرياضية، رمزاً لضياع عقدٍ من الزمن، تقف خارج الخدمة، محاطة بتحذيرات وحواجز، في انتظار أن تُستعاد لتعود ملعباً للشباب، لا حقل ألغام للماضي.

مقالات ذات صلة