تشهد شوارع وأحياء بلدة صحنايا في ريف دمشق تكدسًا كبيرًا للنفايات، بلغ ذروته الأسبوع الماضي، وسط شكاوى الأهالي من غياب أي حلول ملموسة، في ظل تعطل الآليات المخصصة لجمع القمامة، وغياب الترحيل الدوري إلى مكب النفايات.
وقال محمد خالد، أحد سكان الحي، لمنصة سوريا 24، إن الوضع ازداد سوءًا مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة من الحاويات الممتلئة، وتحوّل المنطقة إلى بؤرة للذباب والحشرات. وأضاف أن معاناة السكان لا تقتصر على النفايات، بل تتفاقم مع انقطاع المياه وصعوبة الحصول عليها، مما يزيد من الشعور بالتهميش وغياب الخدمات الأساسية.
من جانبه، أوضح رئيس بلدية صحنايا، كامل متري، في تصريح خاص لمنصة سوريا 24، أن تراكم القمامة جاء نتيجة تعطل سيارتي الضاغط المسؤولتين عن الترحيل، ما أدى إلى توقف عمليات الجمع اليومية خلال الأيام الماضية. وقال: “في بداية الأسبوع الماضي تعطلت إحدى السيارات، وبعدها بيومين تعطلت الثانية، ولم يكن هناك أي تجاوب من شركة إيكلين التي كانت تتولى مهمة النظافة، ما اضطرنا إلى إنهاء التعاقد معها وإعادة الملف إلى عهدة البلدية”.
وأشار متري إلى أن القرار بإعادة إدارة النظافة إلى البلدية صدر قبل ثلاثة أيام، وعلى الفور تم إرسال أول سيارة للصيانة وإصلاحها، لتعود إلى الخدمة يوم الخميس الماضي، وتبدأ العمل منذ الخامسة صباحاً. وأضاف: “نحن نعلم أن حجم التراكم كبير جداً ولا يمكن التعامل معه خلال يوم أو يومين، لكننا نعمل بوتيرة متسارعة”.
وبيّن أن السيارة الثانية دخلت الصيانة أيضًا، ومن المقرر أن تعود إلى العمل خلال الساعات المقبلة، مما يتيح تشغيل ورديتين يوميتين، ويزيد من فعالية الترحيل. وأكد أن “مجرد عودة السيارتين للعمل بشكل منتظم، سنشهد تحسناً كبيراً، ونأمل أن تعود شوارع صحنايا نظيفة في أقرب وقت”.
وتطرّق رئيس البلدية إلى التحديات الأعمق التي تعيق العمل، موضحاً أن الإمكانيات المتاحة محدودة للغاية، وأن الآليات المستخدمة قديمة وتحتاج إلى استبدال عاجل، إلا أن الظروف الاقتصادية تمنع تأمين سيارات جديدة في الوقت الراهن. وتابع: “رغم ذلك، نحن نعمل بشكل مستمر على إيجاد بدائل ونسعى لتحسين الأداء ضمن ما هو متاح”.
وختم متري حديثه بدعوة الأهالي إلى التعاون مع فرق النظافة، مشيرًا إلى أن بعض السكان يرمون النفايات بشكل عشوائي خارج الحاويات وفي الطرقات، ما يزيد العبء على الفرق العاملة. وقال: “نأمل أن يشاركنا المجتمع المحلي المسؤولية، لأن نظافة صحنايا مسؤولية الجميع”.
ورغم وعود البلدية بإصلاح الآليات وعودة انتظام الترحيل خلال أيام، لا تزال شوارع صحنايا تعاني من مشهد النفايات المتراكمة، في ظل غياب البدائل السريعة. وبين الإمكانيات المحدودة وسلوك بعض الأهالي، تبقى نظافة البلدة رهناً بتكامل الجهود بين الجهات المعنية والمجتمع المحلي، في انتظار حلول أكثر استدامة تحمي السكان من أعباء بيئية وصحية متفاقمة.