ريف حلب: أهالي بلدة أحرص يشتكون غياب الخدمات ويطالبون بإيجاد الحلول

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

استعادت بلدة أحرص في ريف حلب الشمالي نبض الحياة تدريجيًا بعد سنوات من الحرب والتهجير، إذ عاد أهلها إلى ديارهم وهم يحملون مشاعر متداخلة تجمع بين فرحة العودة ومرارة المعاناة اليومية نتيجة النقص الحاد في الخدمات الأساسية.
ووصف محمد علو من يكان البلدة الوضع الخدمي بـ “الكارثي”، وقال لمنصة سوريا 24 إنّ الوضع الأمني أصبح أفضل بعد السيطرة على المنطقة لكنه أشار إلى تحديات كبيرة تواجههم حيث يحتاج الأهالي إلى إعادة تأهيل شبكة المياه المسروقة وإلى كهرباء نظامية بعد إصلاح الشبكة إضافة إلى إصلاح الطرق وتوسيع شبكة الصرف الصحي.

وبيّن علو أن الإغاثة ضعيفة جدًا في سنة قاحلة لم تأتِ فيها مواسم زراعية، خاصة وأنّ السكان يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي في معيشتهم.

وفيما يتعلّق بالعملية التعليمية، أوضح علو أنّ الأهالي يعتمدون على المبادرات الفردية لتأهيل المدارس حيث يوجد في البلدة مدرستان ابتدائيتان ومدرسة إعدادية وأخرى ثانوية لكن مدرسة واحدة فقط صالحة للتعليم وباقي المدارس بحاجة إلى ترميم إلى جانب وجود مستوصف يحتاج إلى كادر طبي مؤهل.

وختم علو حديثه بدعوة السلطات المحلية والحكومية إلى تلبية احتياجات الناس بدعم من الجهات المعنية وأكد أن الوطن لا يبنى إلا بسواعد أبنائه وخاصة الشباب.

بلدة احرص..التركيبة السكانية وتبدل قوى السيطرة والنفوذ

تقع بلدة أحرص شمال محافظة حلب، وتتبع إداريًا لناحية تل رفعت ضمن منطقة أعزاز، إذ كانت تُعد نقطة تماس حساسة بين مناطق النفوذ المختلفة في شمال سوريا، وتشكل جزءًا من الامتداد الجغرافي الكردي الذي يبدأ من عفرين ويتقاطع مع محيط مارع وكفر نايا.

تتميّز أحرص بتركيبتها السكانية ذات الغالبية الكردية، وتعتمد في اقتصادها المحلي على الزراعة، ولا سيما زراعة البصل كمحصول رئيسي، إلى جانب أنشطة زراعية محدودة أخرى.

الجهة المسيطرة حتى سقوط النظام

منذ عام 2016، خضعت بلدة أحرص لسيطرة (قسد)، بعد أن تمكنت من السيطرة عليها من فصائل المعارضة بدعم جوي روسي وبالتنسيق مع قوات النظام البائد.

بقيت البلدة تحت سيطرة قسد حتى سقوط نظام بشار الأسد، ضمن ما يُعرف بـ”الخط الفاصل” في ريف حلب الشمالي بين مناطق النفوذ التركي ومناطق “قسد”.

ورغم السيطرة العسكرية لقسد، كانت هناك مظاهر حضور أمني للنظام السوري البائد حاضرة بشكل رمزي أو تنسيقي في البلدة ومحيطها، خاصةً في النقاط القريبة من تل رفعت ومطار منغ العسكري، وبعد سقوط النظام انتقلت البلدة إلى سيطرة قوات الإدارة الجديدة، بعد تراجع نفوذ قسد وانحساره من شمال حلب ومنبج.

غياب للخدمات الأساسية

وتحدث يوسف عبد العزيز من سكان احرص عن صعوبة الوضع الإنساني والخدمي في البلدة، وقال لمنصة سوريا إن الوضع بعد التحرير كان صعبًا للغاية بسبب غياب المياه والكهرباء وتضرر الطرق.

وأوضح أن المنظمات لم تقدم أي دعم فعلي حتى الآن وأن الأهالي اضطروا إلى تجهيز المدرسة بأنفسهم كما أنهم يعتمدون على الزراعة في حياتهم اليومية مع وجود مجلس محلي بسيط لتسيير الأمور وبيّن أن استقرار الأوضاع الأمنية شجع بعض الأهالي على البقاء ودعا المغتربين إلى العودة إلى بلدتهم.

وحول الوضع الخدمي في البلدة، أوضح رئيس مجلس البلدة حسين عبد العزيز خلال حديثه لسوريا 24 أن عدد السكان الحالي يبلغ نحو 4500 نسمة أي حوالي 750 عائلة وأن الخدمات الأساسية تكاد تكون غائبة حيث يتم الاعتماد على صهاريج المياه وعلى مولدات الأمبيرات بينما تحتاج الطرق إلى إعادة تأهيل كاملة.

وبيّن أن الأضرار التي خلفتها الحرب طالت المدارس والمركز الصحي الذي أصبح خارج الخدمة، وأن المجلس المحلي لا يتلقى أي دعم حقيقي ويقتصر عمله حاليًا على تسيير الأمور بانتظار تدخل الجهات المعنية.

ورغم هذه الظروف تبقى عودة الأهالي إلى بلدتهم مؤشرًا على التمسك بالأرض والأمل بأن تكون هذه العودة بداية لمرحلة جديدة من الإعمار والاستقرار.

مقالات ذات صلة