منطقة معدان في ريف الرقة الشرقي بلا مشفى ولا طبيب دائم

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

في أقصى الريف الشرقي لمحافظة الرقة، حيث تمتد المسافات بين القرى والبلدات بلا مستشفيات ولا مراكز صحية متخصصة، تزداد معاناة الأهالي يومًا بعد يوم. فبين السبخة ومعدان، وعلى امتداد نحو 55 كيلومترًا، لا يجد السكان ما يخفف آلامهم أو يعالج أمراضهم، سوى بعض المستوصفات البسيطة التي تقدم خدمات محدودة تقتصر غالبًا على اللقاحات والإسعافات الأولية.

في هذه المنطقة التي تتوسط المسافة بين دير الزور والرقة، يعيش أكثر من 65 ألف نسمة بلا نقطة طبية حقيقية، وسط ظروف معيشية قاسية، وغياب شبه تام لأي دعم صحي مستدام.

“لو كان المشفى قائمًا… لما فقدت صحتي”

عبد الله خلف العلي، أحد أبناء معدان المصابين بالفشل الكلوي، يصف رحلته القاسية التي يضطر لخوضها ثلاث مرات أسبوعيًا نحو دير الزور من أجل جلسات غسيل الكلى. يقول لـ”سوريا 24″: “الطريق مرهق، والمسافة طويلة، والتكاليف لا تُحتمل. أحيانًا لا أستطيع الذهاب، فأضطر لتأجيل الجلسة، ما يهدد حياتي بشكل مباشر.

أما سعاد محمد الحمادي، أرملة وأم لطفلين، فتروي جانبًا آخر من المأساة. تضيف: “ابني عمره 12 سنة ويحتاج لغسيل كلى. لا أملك سيارة، و اضطر للاستدانة أسبوعيًا لنقله إلى مشفى في الرقة. لماذا يُترك أطفالنا بلا علاج؟ لماذا لا يلتفت أحد إلى هذا الركن المنسي من سوريا؟”

خالد عبد الرحمن، مزارع من بلدة السبخة، يختصر الوضع بجملة مؤلمة: “نعيش في منطقة بلا طبيب، بلا إسعاف، بلا أمل”.

مشفى لم يرَ النور… وحلم تحول إلى ركام

بدأ العمل على بناء مشفى مدينة معدان عام 2009، ليكون أول مركز طبي متخصص في المنطقة، بموقع استراتيجي على الطريق الدولي الذي يربط دير الزور بالرقة. كان المشروع حينها مصدر أمل كبير للسكان، مع وعود بتوفير أقسام الطوارئ والداخلية والأطفال وغسيل الكلى.

لكن ذلك الحلم لم يكتمل. فقبل أن يُفتتح رسميًا، تعرّض المبنى في عام 2017 للتدمير الكامل نتيجة القصف، وتحوّل إلى أنقاض وجدران منهارة، اختزلت خيبة أمل آلاف المرضى والعائلات.

رسالة من تحت الركام

في محاولة لإبقاء القضية حيّة في ذاكرة الناس، رسم أعضاء تجمع معدان للتنمية شعار الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” على أحد جدران المشفى المدمر، في رسالة رمزية تعبّر عن تمسك الأهالي بحقهم في العلاج، وتطالب بـ: إزالة الركام والأنقاض التي ما زالت شاهدة على المأساة، إعادة تأهيل المستشفى وتجهيزه من جديد، وتوفير مركز صحي بديل يخدم عشرات القرى المحيطة.

قضية حياة أو موت

لا يطالب سكان معدان بمعجزة، بل بأبسط حقوقهم في الرعاية الصحية وفق قولهم. من هنا، يرفع الأهالي نداءهم إلى المنظمات الإنسانية، كالصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، وإلى الجهات المانحة الدولية، لتوفير التمويل اللازم وإعادة إحياء هذا المشروع المنسي.

لسان حالهم يقول، إن إعادة بناء مستشفى معدان ليست مجرد مشروع بنية تحتية، بل مسألة حياة أو موت لمرضى الكلى والقلب والسرطان، ولأمهات ينتظرن طبيب توليد، وأطفال بحاجة لدواء.

مقالات ذات صلة