دير الزور: “معاً فراتنا آمن” لمنع حوادث الغرق في نهر الفرات

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

تتواصل في بلدة عياش بريف دير الزور الغربي، فعاليات مبادرة “معاً… فراتنا آمن” في إطار حملة توعوية واسعة النطاق أطلقتها مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع فعاليات محلية.

وتهدف المبادرة إلى الحد من حالات الغرق المتنامية في نهر الفرات، والتي تُسجَّل سنوياً، خصوصاً خلال فصل الصيف.

وتأتي هذه المبادرة استجابة للارتفاع المقلق في حوادث الغرق، التي تُعد من أبرز المخاطر الصحية والمجتمعية التي تواجه سكان المنطقة، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة وانتهاء العام الدراسي، ما يدفع العديد من الشبان والأطفال إلى التوجه نحو النهر بحثاً عن الترفيه أو التبريد، في ظل غياب المسابح العامة والمرافق الترفيهية الآمنة.

تركيز على الأطفال وطلاب المدارس

أكدت سلسبيل يعقوب، من المكتب الإعلامي لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في دير الزور، أن الحملة تستهدف بشكل خاص الفئة العمرية من 6 سنوات فما فوق، بما في ذلك الأطفال وطلاب المدارس، مشيرة إلى أن هذه الفئة تُعد من الأكثر عرضة لحوادث الغرق نظراً لقلة وعيهم بمخاطر النهر وطبيعته المتقلبة.

وأضافت في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “نعمل على إيصال رسائل توعوية مباشرة إلى الأطفال من خلال أنشطة تفاعلية، وتوزيع مواد بصرية بسيطة تشرح مخاطر السباحة في الأماكن غير المخصصة، وكيفية التصرف عند مواجهة خطر الغرق، سواء لأنفسهم أو لزميل لهم”.

حملة إعلامية وتوعوية مكثفة

تتضمن الحملة سلسلة من الإجراءات العملية والوقائية، أبرزها حملة إعلامية مكثفة تشمل توزيع آلاف البروشورات التوعوية في المدارس، والأسواق، وأماكن التجمعات العامة، إلى جانب بث رسائل عبر مكبرات الصوت في المساجد والمقاهي، ونشر مقاطع فيديو قصيرة على منصات التواصل الاجتماعي.

وتركز المواد التوعوية على تعليمات السلامة الأساسية، مثل:

• تجنب السباحة في الأماكن العميقة أو ذات التيار القوي.

• عدم السباحة وحيداً أو دون إشراف.

• أهمية استخدام سترات النجاة.

• كيفية طلب المساعدة عند وقوع حادث.

كما يتم تنظيم جلسات تثقيفية مباشرة مع الأهالي، بهدف تعزيز دور الأسرة في مراقبة أبنائها ومنعهم من التوجه إلى النهر دون رقابة.

توسيع المبادرة لتشمل بلدات أخرى

وفي إشارة إلى حجم الطموح في المبادرة، أكدت سلسبيل يعقوب أن الحملة لن تقتصر على بلدة عياش فحسب، بل سيتم توسيعها تدريجياً لتشمل عدداً من القرى والبلدات الأخرى الواقعة على ضفاف نهر الفرات، خاصة تلك التي سُجِّلت فيها حالات غرق متكررة في السنوات الماضية.

وأوضحت: “بدأنا من عياش كنقطة انطلاق، لكن الخطة تشمل تغطية مناطق مثل الشعفة، والبصيرة، والطبقة، وقرى ريف دير الزور الغربي والشرقي، حيث يُعد النهر مصدراً رئيسياً للسباحة، لكنه في الوقت نفسه يشكل خطراً كبيراً بسبب تياراته القوية وانعدام علامات التحذير”.

نقاط إنقاذ دائمة بالتعاون مع الدفاع المدني

وعن السؤال حول إمكانية إقامة نقاط إنقاذ أو مراقبة دائمة في الأماكن الخطرة على ضفاف النهر، أشارت يعقوب إلى أن هناك خطة قيد الإعداد بالتعاون مع فرق الدفاع المدني، لكنها “ستُنفَّذ تدريجياً في مرحلة لاحقة”، نظراً للإمكانيات المحدودة والاحتياج إلى تجهيزات خاصة.

وأضافت: “نسعى إلى تأسيس نقاط مراقبة مزودة بحراسات مؤهلة، ووجود معدات إنقاذ مثل القوارب، وحلقات النجاة، وسترات الطفو، إلى جانب تركيب لافتات تحذيرية واضحة في الأماكن التي شهدت حوادث سابقة”.

موجة حر وارتفاع في حالات الغرق

ويأتي إطلاق هذه المبادرة في وقت تشهد فيه مناطق شرق سوريا، لا سيما دير الزور، موجات حر شديدة تتجاوز 45 درجة مئوية، ما يدفع السكان، خصوصاً الشباب والأطفال، إلى التوجه نحو النهر كملاذ وحيد للهروب من الحرارة، في ظل انعدام شبه تام للمساحات العامة المخصصة للسباحة.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، وثَّقت مصادر محلية عدة حالات غرق في مناطق متفرقة على طول نهر الفرات، بينها حالات لشبان في العقد الثاني من العمر، وأطفال لم يتجاوزوا الـ12 عاماً، غالبيتهم لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم السباحة في أماكن غير آمنة، أو بسبب التيار القوي.

وأكد نشطاء محليون أن “نهر الفرات، رغم كونه مصدر حياة، أصبح في الوقت نفسه مصدر خطر داهم، بسبب تغيرات في التدفق، وانعدام البنية التحتية للسلامة، وغياب أي رقابة رسمية على أماكن السباحة العشوائية”.

الدعوة إلى تضافر الجهود

في هذا السياق، دعت يعقوب إلى تضامن مجتمعي أوسع، تشارك فيه المؤسسات الرسمية، والمنظمات الإنسانية، والمجتمع المحلي، من أجل تحويل نهر الفرات من مصدر للخطر إلى فرصة للترفيه الآمن.

وقالت: “المبادرة ليست مجرد حملة توعوية، بل هي دعوة للعمل المشترك. نحن نؤمن أن ‘معاً’ يمكننا إنقاذ حياة، وبناء بيئة آمنة لأطفالنا وشبابنا”.

30 حالة غرق منذ أيار الماضي

من جهته، قال الناشط الإغاثي بشار الحسن في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “الحملات جيدة، لأن حالات الغرق في ازدياد. ومؤخرًا، سُجلت حالات غرق لأربعة أطفال في منطقة جديد بكارة، حيث تم العثور على اثنين فقط منهم”.

الدعوة إلى تضافر الجهود

في هذا السياق، دعت يعقوب إلى تضامن مجتمعي أوسع، تشارك فيه المؤسسات الرسمية، والمنظمات الإنسانية، والمجتمع المحلي، من أجل تحويل نهر الفرات من مصدر للخطر إلى فرصة للترفيه الآمن.

وقالت: “المبادرة ليست مجرد حملة توعوية، بل هي دعوة للعمل المشترك. نحن نؤمن أن ‘معاً’ يمكننا إنقاذ حياة، وبناء بيئة آمنة لأطفالنا وشبابنا”.

30 حالة غرق منذ أيار الماضي

من جهته، قال الناشط الإغاثي بشار الحسن في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “الحملات جيدة، لأن حالات الغرق في ازدياد. ومؤخرًا، سُجلت حالات غرق لأربعة أطفال في منطقة جديد بكارة، حيث تم العثور على اثنين فقط منهم”.

ورغم بساطة الوسائل المتاحة حالياً، تُعد مبادرة “معاً فراتنا آمن” خطوة مهمة ومبشرة في مواجهة كارثة إنسانية متكررة، وتنم عن وعي متزايد بأهمية الوقاية والتدخل المبكر.

لكن لتحقيق تأثير مستدام، يبقى من الضروري الانتقال من التوعية إلى التأمين المادي والبشري، عبر إقامة مراكز إنقاذ، وتدريب فرق محلية، وبناء مسابح عامة، كي لا يظل النهر، رمز الحياة في دير الزور، يهدد الحياة في الوقت نفسه.

مقالات ذات صلة