القنيطرة.. محافظة منسية على خط النار ومعاناة الأهالي تتفاقم في ظل غياب الدعم

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تعيش محافظة القنيطرة، الواقعة في أقصى جنوب غرب سوريا على الحدود مع الجولان المحتل، أوضاعاً معيشية صعبة تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل غياب شبه كامل للدعم الإنساني والاهتمام الرسمي، خاصة للأهالي الذين فقدوا مصادر رزقهم وأراضيهم نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.

تعتمد القنيطرة تاريخياً على الزراعة وتربية المواشي كمصدر أساسي للدخل، لكن المواسم الزراعية تضررت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بسبب الجفاف وعمليات التوغل الإسرائيلية التي حدّت من وصول المزارعين إلى أراضيهم، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف والوقود، ما دفع كثيرين للتخلي عن تربية المواشي. ومع استمرار الأزمة الاقتصادية التي تعصف بسوريا، باتت هذه المحافظة النائية أشبه بمنطقة منسية.

أبو حسام، أحد الأهالي يروي لمنصة سوريا 24 أن المساعدات الإنسانية التي دخلت القنيطرة منذ بداية سقوط نظام الأسد كانت محدودة للغاية، “لم نتلقَّ سوى شح من المساعدات، ربما مرة أو مرتين فقط، وهي لا تكفي لتغطية أبسط الاحتياجات، بينما تتفاقم الأوضاع المعيشية يوماً بعد يوم”. ويضيف أن كثيراً من العائلات كانت تعتمد على دخل موظف حكومي أو على بضع رؤوس من الماشية، لكن اليوم “انقطع مصدر الدخل تماماً”.

من بين القصص المؤلمة التي تتكرر في أحياء القنيطرة وريفها، معاناة العائلات التي فقدت أبناءها أو اعتُقل ذووها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة. إحدى العائلات، المؤلفة من ثلاث أخوات وأطفالهن، وجدن أنفسهن بلا معيل بعد اعتقال أزواجهن، ويعانين من ظروف معيشية “تحت الصفر”، دون أي تدخل من الجهات المعنية أو المنظمات الإنسانية.

كما يعيش أهالي الشهداء والأيتام أوضاعاً مشابهة، حيث لا يجدون من يمد لهم يد العون، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى المساعدة الطارئة، سواء على صعيد الغذاء أو الرعاية الصحية أو الدعم النفسي.

في ظل هذه الظروف، يوجه أبناء القنيطرة نداءً عاجلاً إلى الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، لتكثيف حضورها في المحافظة، وتقديم الدعم اللازم للعائلات المتضررة، خصوصاً أولئك الذين فقدوا أراضيهم ومصادر رزقهم أو يقبع ذووهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن صمت العالم عن معاناتهم لن يزيد الأمور إلا سوءاً.

مقالات ذات صلة