وجّه المجلس المحلي في بلدة تل جبين بريف حلب الشمالي شكره لمنصة “سوريا 24” والداعمين الذين استجابوا للتقرير الذي نشرته المنصة حول حجم الدمار الذي لحق بمسجد علي بن أبي طالب، وأسهموا في إعادة إعمار هذا الصرح الديني المهم. وجاء الشكر على لسان عثمان مصطفى، رئيس المجلس المحلي، الذي عبّر عن تقديره لهذا الجهد باسم أهالي البلدة.
ورصدت المنصة خلال التقرير، الذي نشرته قبل أسابيع، أنه بعد أحد عشر عامًا من النزوح، عاد الدكتور محمود مصطفى إلى بلدته تل جبين في ريف حلب الشمالي ليقف أمام بيته الذي لم يبق منه سوى الركام.
وقال لـ”سوريا 24″ إن لحظة العودة كانت ممزوجة بالفرح والعزّة، لكنها مؤلمة بعدما اكتشف أن منزله قد هُدم ونُهبت منه الأبواب والنوافذ وتم تخريب شبكات الكهرباء والماء فيه، وأن الطرقات في القرية محطمة وتغطيها السواتر الترابية.
تقع بلدة تل جبين على بعد نحو 25 كيلومترًا شمال مدينة حلب، وكانت قبل عام 2011 بلدة زراعية هادئة. ومع انطلاق الحراك الثوري، شارك أبناؤها في المظاهرات المناهضة للنظام، قبل أن تتعرض لاجتياح تنظيم داعش عام 2014، ثم معارك جديدة عام 2016 بين قوات النظام والفصائل المحلية، ما أدى إلى تدمير واسع وتهجير كامل للسكان.
بعد تحرير البلدة عام 2025، عاد المئات تدريجيًا ليجدوا واقعًا صعبًا: غياب شبه كامل للخدمات، محطة مياه متوقفة، انعدام الكهرباء وشبكة الصرف الصحي، ضعف المساعدات، وقطاع صحي وتعليمي شبه معدوم.
وأكد رئيس المجلس في وقت سابق أن نسبة الدمار كبيرة، إذ يوجد نحو ألف منزل، منها 170 مدمرًا بالكامل و450 مدمرًا جزئيًا، مع نهب الأبواب والنوافذ وشبكات المياه والكهرباء. كما أن مسجد علي بن أبي طالب مدمَّر كليًا ويحتاج إلى إعادة إعمار، فيما يعمل مسجد عمر بن الخطاب لكنه لا يكفي لاستيعاب المصلين.
ورغم هذا الواقع، وجّه الدكتور محمود رسالة لكل المهجرين بالعودة، معتبرًا أن هذه البلدة أرض الأجداد ولا يجوز تركها خرابًا، وداعيًا لتوفير مقومات الحياة الأساسية ودعم المشاريع الصغيرة حتى تستعيد تل جبين نبضها.
استجابة الداعمين لإعادة بناء المسجد جاءت لتشكل خطوة أولى في طريق إعادة إعمار البلدة، وتحويل قصة تل جبين من حكاية دمار ونزوح إلى بداية تعافٍ وأمل جديد.