اشتكى عدد من الأهالي وأصحاب المطاعم في مدينة القامشلي من تراجع ملحوظ في جودة الخبز السياحي المبيع في الأفران الخاصة، مؤكدين أن حجم الرغيف تقلص، ونوعيته أصبحت رديئة، فضلاً عن ارتفاع سعره مقارنة بالخبز العادي، ما يفاقم الأعباء المعيشية خاصة على ذوي الدخل المحدود.
شكاوى الأهالي: حجم أصغر ونوعية رديئة
قال المواطن أبو الحسن لـ”سوريا 24″ إن الخبز السياحي المتوافر حالياً في الأسواق أصبح “صغير الحجم، سريع التفتت بعد أن يبرد، ولا يصلح أحياناً حتى لصنع السندويش”، مضيفاً أن الطعم لم يعد كما كان في السابق، وأن بعض الأرغفة تحتوي على قساوة واضحة وكأنها مصنوعة من دقيق غير مطحون جيداً أو من عجين قديم، الأمر الذي يشبهه بـ”ملمس البلاستيك”.
وأشار أبو الحسن إلى أن كثيراً من العائلات، ومنها عائلته المؤلفة من ثمانية أفراد، مضطرة لشراء الخبز السياحي لعدم توفر بدائل مناسبة طوال الوقت، موضحاً أن سعر الربطة الواحدة يبلغ 5000 ليرة سورية، وأنه يحتاج يومياً إلى أربع ربطات على الأقل بتكلفة تصل إلى 20 ألف ليرة، في حين أن دخله اليومي من عمله كعامل دهان يبلغ نحو 50 ألف ليرة فقط.
معاناة أصحاب المطاعم: خسائر مادية وتراجع السمعة
من جانبه، أوضح أبو هادي، وهو صاحب مطعم فلافل في القامشلي، أن تراجع جودة الخبز السياحي أثر سلباً على عمله، مبيناً أن الرغيف أصبح صغيراً وسريع التفتت، ما ينعكس على شكل السندويش وجودته أمام الزبائن. وأكد أن بعض الزبائن يظنون أن المشكلة في إعداد السندويش نفسه، مما يضر بسمعة المطعم.
وأضاف أبو هادي أنه اضطر إلى خفض سعر السندويش لتجنب خسارة الزبائن، إلا أن ذلك انعكس سلباً على أرباحه. كما أشار إلى أنه حاول إنتاج خبز الصاج في المطعم كبديل، لكن ارتفاع تكلفة الطحين الذي يبلغ سعر الكيس منه نحو 20 دولاراً، إضافة إلى الحاجة لمعدات وغاز، جعل الأمر غير مجدٍ اقتصادياً.
مطالبات بالرقابة وتحسين المواصفات
طالب المتضررون الجهات المعنية، وخاصة الرقابة التموينية، بالتحرك العاجل لزيارة الأفران الخاصة ومراقبة جودة الخبز المنتج فيها، وإلزام أصحابها بالالتزام بالمواصفات والمعايير الصحية، مؤكدين أن الخبز يعتبر أساس المائدة السورية، ولا يجوز أن تُفرض أسعار مرتفعة مقابل منتج منخفض الجودة.