عاشت معظم المحافظات السورية، منذ مطلع الأسبوع الماضي أياماً ملتهبة مع تسجيل درجات حرارة غير مسبوقة لمثل هذا الوقت من العام، ما انعكس بشكل مباشر على أداء منظومات الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها الأهالي، خصوصاً في المخيمات والقرى المحرومة من الكهرباء الحكومية.
الموجة الحارة رفعت درجات الحرارة فوق المعدلات السنوية بنحو 6 إلى 8 درجات، لتستقر عند حدود 42 درجة مئوية في العديد من المناطق. هذا الارتفاع، بحسب المختصين، تجاوز “الحد الحرج” لعمل منظومات الطاقة الشمسية بكفاءة.
المهندس أنس رحمون، ناشط في أبحاث المناخ البيئة، أوضح لـ”سوريا 24″ أن: “مشاريع ومنظومات الطاقة الشمسية يبدأ أداؤها بالتراجع فوق 34 درجة مئوية، وعند تجاوز الحرارة 40 درجة قد تتوقف عن العمل كلياً خلال ساعات الذروة، أي بين الحادية عشرة صباحاً والرابعة عصراً. هذا ما نشهده حالياً، حيث الحرارة المرتفعة تهدد قدرة هذه المنظومات على تزويد الأسر بالكهرباء في وقت هي أحوج ما تكون إليه”.
ويعتمد عشرات آلاف النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا، إلى جانب سكان الأرياف المحرومة من الشبكة الكهربائية، على ألواح الطاقة الشمسية لتشغيل المراوح والثلاجات ومضخات المياه. ومع انخفاض كفاءة الألواح بسبب الحر، يجد الأهالي أنفسهم عاجزين عن تبريد مياه الشرب أو حفظ المواد الغذائية.
محمد الأحمد، أحد سكان مخيمات أطمة، تحدث عن المعاناة قائلاً: “منذ أيام لا تعمل الثلاجات إلا لساعات قليلة جداً، والمياه التي نحصل عليها من الآبار تأتي ساخنة. أطفالنا لا يقدرون على النوم في هذا الحر، والمراوح لا تعمل إلا فترات قصيرة، نحن نعيش تحت الشمس الحارقة في الخيام، وأي خلل في الطاقة يزيد الوضع سوءاً”.
الخبراء يحذرون من أن استمرار هذه الموجة دون حلول بديلة قد يدفع كثيراً من الأسر للجوء إلى وسائل بدائية للتبريد، أو التوقف عن استخدام الأجهزة الكهربائية نهائياً خلال النهار، وهو ما يفاقم المخاطر الصحية، خاصة على الأطفال وكبار السن والمرضى.
وفي ظل غياب بدائل للطاقة في معظم المناطق، تبقى موجات الحر الشديدة اختباراً قاسياً لقدرة السكان على التأقلم، وتذكيراً بمدى هشاشة البنية التحتية في البلاد.