أكدت وئام يونس عيسى، مختصة الخدمة الاجتماعية في شعبة الإعاقة بمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بطرطوس، في حديث لمنصة سوريا 24، أن لجنة تقييم ذوي الاحتياجات الخاصة في مركز طرطوس الثاني تواصل أعمالها بدراسة الحالات الصحية لذوي الهمم بدقة وشفافية، وفق المعايير المعتمدة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وأشارت وئام إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار تنفيذ الخطة الوطنية لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الهمم، وتحسين جودة الخدمات الاجتماعية والصحية المقدمة لهم، مشددة على أهمية التقييم الدقيق لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه.
البيانات تحت إشراف الصحة
أوضحت وئام أن “عدد الحالات التي تم تقييمها في مركز طرطوس الثاني لا يمكن تحديده بدقة من قبل الشعبة الاجتماعية”، مشيرة إلى أن “جميع البيانات الرسمية المتعلقة بعدد الحالات تُسجَّل وتُحفظ لدى لجنة فحص المعاقين في مديرية الصحة، باعتبارها الجهة المشرفة فنيًا وإداريًا على عملية التقييم”.
وأضافت أن “الشعبة تنسق مع اللجنة بشكل دوري، لكن التقييم الطبي والتقارير النهائية تُعد من اختصاص مديرية الصحة”.
المعايير الوطنية: دليل موحد للتصنيف
وأشارت إلى أن “المعايير المعتمدة لتحديد درجة الإعاقة هي التصنيف الوطني للإعاقة الصادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عام 2017″، لافتة إلى أن هذا التصنيف يُعد المرجعية العلمية والرسمية لتصنيف جميع أنواع الإعاقات، سواء الحركية، الذهنية، السمعية، البصرية، أو الإعاقات المتعددة.
وأوضحت أن “تطبيق هذه المعايير يتم عمليًا من خلال مطابقة التقرير الطبي الصادر عن لجنة التقييم مع بنود التصنيف الوطني، حيث تُحدد درجة الإعاقة بنسبة مئوية تؤهل المتقدم للحصول على مستوى الدعم المناسب”.
نوعية الدعم: مالي ومساعدات عينية
أكدت وئام أن “الدعم الذي يحصل عليه المستفيدون بعد إتمام عملية التقييم يشمل عدة جوانب”، مشيرة إلى أن “الإعانة المالية المباشرة تُمنح حاليًا فقط لمرضى الشلل الدماغي، وهي ممولة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل”.
وبالنسبة للدعم غير المالي، أوضحت أن “بعض المعينات الحركية مثل الكراسي المتحركة أو الأطراف الاصطناعية تُوزع حسب توفر الكمية”، إضافة إلى “توفير سلال غذائية أو صحية من خلال الجمعيات الخيرية الداعمة، لكنها لا تزال تعتمد على التبرعات وليست خدمة منتظمة”.
توسيع التغطية: طموح يحتاج إلى دعم مؤسسي
وأشارت وئام إلى أن “مسألة توسيع عمل لجان التقييم لتشمل مناطق جديدة في محافظة طرطوس أو غيرها من المحافظات تبقى من اختصاص مديرية الصحة”، مبينة أن “اللجنة الحالية تعتمد على المركز الرئيسي في مدينة طرطوس، ما يشكل عبئًا على ذوي الإعاقة في المناطق النائية”.
وأضافت: “نتمنى أن يتم تفعيل التقييم في المراكز الصحية بالمناطق، أو على الأقل تنظيم جولات ميدانية دورية، لتخفيف عناء السفر عن كبار السن وذوي الحالات الصحية الحرجة”.
نحو تمكين حقيقي
تُعد جهود لجنة تقييم الإعاقة في طرطوس خطوة مهمة على طريق بناء نظام اجتماعي أكثر شمولاً وعدالة. ومع استمرار التحديات المتعلقة بالتغطية الجغرافية، وندرة الموارد، وضيق نطاق الدعم المالي، تبرز الحاجة إلى تكامل أكبر بين الجهات الحكومية والمجتمعية، لضمان أن يتحول التقييم من مجرد إجراء إداري إلى بوابة حقيقية للتمكين، والرعاية، والاندماج المجتمعي للأشخاص ذوي الإعاقة.