أفادت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية بأن حملة شاملة لمكافحة المخدرات يقودها الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع أسفرت عن نتائج سريعة وملموسة، مستهدفة تفكيك الإمبراطورية التي تركها نظام الأسد في هذا القطاع.
وبحسب التقرير، فقد انخفض إنتاج المخدرات وتهريبها في سوريا بنحو 80% منذ بدء الحملة، في حين صادرت السلطات السورية الجديدة أكثر من 200 مليون حبة كبتاغون منذ مطلع العام وحتى آب الحالي.
وأشار التقرير إلى أن الأسد وأقاربه وشركاءه عززوا بعمق تجارة المخدرات، وكان ماهر الأسد مسؤولًا إلى حد كبير عن تدفق الإيرادات غير المشروعة لتمويل العمليات العسكرية.
كما تنشط القوات السورية الجديدة لمكافحة المخدرات في مختلف أنحاء البلاد، ونفذت اعتقالات لتجار بارزين، وكان أبرز نجاح لها استدراج واعتقال وسيم الأسد المتورط في تجارة الكبتاغون.
ورغم ذلك، اصطدمت القوات الجديدة أحيانًا مع موالين للنظام السابق وأشخاص مرتبطين بحزب الله وميليشيات مدعومة من إيران يسعون للحفاظ على موطئ قدمهم في سوق المخدرات، بينما لا يزال بعض حرس الحدود الذين كانوا يتلقون أموالًا للسماح باستمرار التجارة في مواقعهم بسبب نقص الكوادر.
وفي 10 يونيو الماضي ، أعلنت إدارة مكافحة المخدرات في مدينة حلب عن إحباط واحدة من أكبر عمليات تهريب المخدرات خلال العام الجاري، بعد مصادرة كمية ضخمة من المواد المخدرة كانت بحوزة شخصين يحملان الجنسية اللبنانية.
وتمت العملية قبل يومين داخل أحياء مدينة حلب، حيث تمكّن فرع مكافحة المخدرات من إلقاء القبض على المشتبه بهما وبحوزتهما شحنة تتضمن 800 كيلوغرام من مادة الحشيش و200 ألف حبة كبتاغون، كانا يستعدان لنقلها إلى إحدى دول الجوار قبل توقيفهما خلال كمين أمني محكم.
وقال أنور عبد الحي، المتحدث الرسمي باسم إدارة مكافحة المخدرات: “لن نسمح بأن تكون أراضينا ممرًا لتهريب المخدرات إلى دول الجوار، نعمل بتنسيق كامل مع الجهات الأمنية لضبط أي محاولة تهريب أو توزيع داخل البلاد، ومحاسبة المتورطين وفق القانون”. وأشار إلى أن التحقيقات لا تزال جارية مع الموقوفين وسط ترجيحات بأن تكون شبكة لهم امتدادات في عدة مناطق.
وتعكس العملية حجم التحديات التي تواجهها الجهات الأمنية في مجال مكافحة المخدرات، وأهمية استمرار التنسيق لضمان ردع شبكات التهريب ومحاسبة المتورطين فيها.
وتعكس هذه الإجراءات تحرك السلطات السورية الجديدة نحو تقليص التمويل غير المشروع وتعزيز السيطرة على تجارة المخدرات، في خطوة قد تؤثر على استقرار شبكات التمويل السابقة للنظام.