في خطوة تُعد نموذجًا وطنيًا فريدًا للعمل المجتمعي التكافلي، عُقد اليوم الإثنين مؤتمر صحفي لتوضيح تفاصيل حملة “أبشري حوران”، حضره مراسل سوريا 24.
الحملة التي ستنطلق السبت المقبل على مدرج بصرى الشام الأثري، تُعد الأضخم من نوعها في الجنوب السوري، وتهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية الأساسية، واستعادة الأمل لمجتمعات حوران بعد سنوات من الدمار والمعاناة.
ما الذي تنتظره أرض الخير والشهامة؟
بسؤالٍ جوهري طرحه المتحدث الأول في المؤتمر، مازن الخيران، مدير حملة “أبشري حوران”، بدأ الحدث بتأمل عميق: “نطرح اليوم سؤالًا يطرحه كل أبناء حوران: ما الذي تنتظره أرض الخير والشهامة؟”.
وتابع الخيران: “هل هذه الأيام شبيهة بتلك اللحظات الأولى من الثورة السورية، حين لبّت حوران النداء دون تردد؟ نعم، اليوم نعيد النداء، ليس للثورة فحسب، بل لبناء الوطن”.
وأعلن الخيران أن الهدف المالي العام للحملة هو 32 مليونًا و740 ألف دولار أمريكي، يتم توزيعه على القطاعات الحيوية الثلاثة: التعليم، الصحة، والمياه، بهدف إحداث تحوّل ملموس في واقع المحافظة.
وأضاف الخيران: “نحن لا نطلب، نحن نُنادي. أبشري حوران، فأبناؤك لم ولن يخذلوك”.
تفاصيل التمويل:
قطاع التعليم: 12 مليونًا و200 ألف دولار
قطاع الصحة: 11 مليونًا و170 ألف دولار
قطاع المياه: 9 ملايين و423 ألف دولار
وأوضح أن هذه الأرقام ليست تقديرات عامة، بل خُطط لها بناء على دراسات ميدانية دقيقة، تهدف إلى تغطية احتياجات أكثر من 300 قرية ومدينة في درعا.
الشفافية: حجر الأساس
في لحظة محورية من المؤتمر، تحدث المهندس مهند الحهماني، مدير المشاريع في الحملة، عن ضمانات الشفافية والمساءلة، مؤكدًا أن “الثقة التي يمنحها أبناء حوران هي أمانة، ولا يمكن أن تُهدر”.
وأوضح الحهماني أن منظومة الشفافية تعتمد على عدة محاور رئيسية:
تشكيل لجنة أمناء عليا تضم ممثلين عن المحافظة، والمانحين، والمجتمع المدني، تتولى متابعة تنفيذ المشاريع وتدفق الأموال.
لجنة رقابية مشتركة برئاسة الأستاذ أدهم الحريني، رئيس فرع درعا لهيئة الرقابة والتفتيش، ستتولى مراقبة جميع الإجراءات المالية والإدارية.
لجان رقابية خماسية في كل منطقة إدارية، تضم ممثلين عن المجتمع المحلي، لضمان الشفافية من الجهة الميدانية.
تقارير دورية كل ثلاثة أشهر، تُنشر علنًا وتتضمن بيانات مالية، وصورًا، وفيديوهات توثق الإنجازات.
توثيق إعلامي شامل من “الألف إلى الياء”، يغطي كل مرحلة من الحملة، من جمع التبرعات إلى تنفيذ المشاريع، عبر منصات رقمية وقنوات إعلامية متعددة.
آلية التنفيذ: شفافة ومهنية
أكد الحهماني أن إدارة الأموال وإدارة المشاريع ستكون تحت رقابة صارمة، مع اعتماد معايير خاصة للشركات المقاولة التي ترغب في المشاركة، تشمل الشفافية المالية، الخبرة السابقة، والالتزام بالجودة. كما سيتم الإعلان عن المناقصات بشكل علني، وسيتم توثيق كل خطوة عبر نظام رقمي متكامل.
طرق التبرع: متنوعة وسهلة
أعلن القائمون على الحملة عن بدء جمع التبرعات فورًا، مع إطلاق ثلاث آليات رئيسية:
التبرع الفوري في المساجد، بدءًا من صلاة الجمعة 29 آب، عبر صناديق مفتوحة تُوضع في المساجد الكبرى.
التبرع المباشر في التجمعات الشعبية، عبر خيم وفعاليات تُنظم في القرى والمدن.
التبرع الإلكتروني عبر روابط رقمية تُستخدم تقنيات الدفع الإلكتروني الحديثة، بما في ذلك تطبيق “شام كاش” وحلول “كراوت خون”، مع تحويل مباشر وآمن.
كما تم تشكيل مجموعات واتساب أهلية في كل منطقة، لتيسير التواصل وجمع التبرعات بشكل منظم.
الانطلاقة الرسمية: 30 آب من مدرج بصرى الشام
ستنطلق الحملة رسميًا في 30 آب (أغسطس)، الساعة 7:30 مساءً، من مدرج بصرى الشام الأثري، الموقع الأثري العالمي، كرمز لاستمرارية العطاء والهوية الحورانية. وستُنقل الفعالية مباشرة عبر البث الحي، لتصل إلى الملايين في الداخل والخارج.
رسالة أمل
في ختام المؤتمر، وجّه القائمون على الحملة رسالة واضحة: “كما ساهمت حوران يومًا في معركة الحرية والكرامة، ستساهم اليوم في معركة البناء والنهضة”.
الحملة ليست مجرد جمع تبرعات، بل هي مشروع وطني للتكافل الاجتماعي، يُعيد بناء الثقة، ويُعيد صياغة مستقبل الجنوب السوري.