ضمن إطار الجهود المستمرة لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان المتضررين في ريف دير الزور، نفذت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، بالتعاون مع منظمة “أطباء بلا حدود”، عملية توزيع واسعة لـ300 حصة إغاثية غير غذائية في ساحة البلدية بمدينة موحسن بريف دير الزور، استهدفت الأسر المهجرة والعائدة التي تواجه ظروفاً معيشية صعبة.
وأوضحت سلسبيل يعقوب مسؤولة المكتب الإعلامي للشؤون الاجتماعية، في حديث لمنصة سوريا 24، أن التوزيع تم تحت إشراف مباشر من قبل فرق المديرية، وبموجب خطة تهدف إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية في المنطقة، وتقديم الدعم العاجل للأسر الأكثر تضرراً من تداعيات النزاع والهجرة القسرية.
الأولوية للعائدين والمهجرين حسب التسلسل
وتم تحديد معايير واضحة للاستفادة من الحصص الإغاثية، حيث استُهدف أولاً كل من عاد إلى المدينة من مناطق النزوح، سواء من الشمال السوري أو من المخيمات المنتشرة في المنطقة، إلى جانب الأسر المهجرة داخلياً التي ما زالت تعيش ظروفاً استثنائية.
وبحسب يعقوب، يتم التوزيع وفق تسلسل مسبق يراعي درجة الاحتياج والوضع الاجتماعي للأسر، بهدف ضمان العدالة والشفافية في توزيع المساعدات.
التسجيل البديل عبر لجان الأحياء لضمان الشمولية
وفيما يتعلق بالأسر التي تعذر عليها الحضور خلال فترة التوزيع الرسمية، أكدت يعقوب أن هناك آلية بديلة لضمان وصول الدعم إلى الجميع، حيث يمكن للأسر التسجيل أو التقدم بطلب الحصول على الحصة الإغاثية من خلال “لجان الأحياء” المختصة المنتشرة في أحياء محسن. وتقوم هذه اللجان، بالتنسيق مع المديرية، بحصر أسماء المستفيدين الجدد وتحديث قوائم المستحقين، تمهيداً لتوزيع الدفعات القادمة.
مواد تأهيلية أساسية تشمل الفراش والبطانيات
تضمنت الحصة الإغاثية غير الغذائية مجموعة من المواد الأساسية التي تساعد الأسر على تأمين ظروف معيشية لائقة، وتشمل: فرش، وحشايا، وبطانيات، وأدوات نظافة شخصية، بالإضافة إلى مستلزمات منزلية عاجلة.
وتأتي هذه المواد استجابة مباشرة للاحتياجات الملحة، خاصة مع تقلبات الطقس وصعوبة توفر وسائل التدفئة والسكن اللائق في ظل الدمار الذي لا يزال يطبع البنية التحتية في المدينة.
خطة توزيع مستقبلية تعتمد على الظروف
وعن مستقبل عمليات التوزيع، أشارت المصادر إلى أن هناك نية لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية لتشمل مناطق أخرى في محافظة دير الزور، خصوصاً تلك التي تشهد عودة كثيفة للنازحين أو تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية.
ومع ذلك، أكدت أن الجدول الزمني لمزيد من عمليات التوزيع ليس محدداً بعد، ويرتهن بالظروف الميدانية والامكانيات اللوجستية والموارد المتاحة، داعية المنظمات الدولية والجهات الداعمة إلى تعزيز تعاونها مع الجهات المحلية لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
عودة تدريجية بعد سنوات من التدمير
تشكل مدينة موحسن، الواقعة شرقي دير الزور، واحدة من المناطق التي شهدت دماراً واسعاً خلال السنوات الماضية، وتستقبل حالياً أعداداً متزايدة من العائدين من مناطق النزوح.
ورغم محدودية الخدمات، تبذل الجهات المحلية جهوداً حثيثة، بدعم من منظمات دولية مثل “أطباء بلا حدود”، لتحسين الظروف المعيشية وتقديم الدعم الإنساني العاجل.
ويُنظر إلى هذه الحملة كخطوة مهمة في مسار التعافي المبكر، لكنها تظل بحاجة إلى دعم أوسع ومستدام، خاصة مع توقعات بزيادة أعداد العائدين خلال الأشهر المقبلة.