زينة جواد العلي، من مواليد 2003 في مدينة القامشلي – حي الزيتونية، طالبة في السنة الثالثة بكلية الحقوق في جامعة الفرات، تُعد أول فتاة تدخل مجال تدريب الملاكمة والكيك بوكسينغ في منطقة الجزيرة السورية.
بدأت العلي مسيرتها الرياضية في سن الثامنة، حيث التحقت بالتدريب تحت إشراف مدرب مختص، وحظيت منذ البداية بدعم وتشجيع من عائلتها ومدربها، الأمر الذي جعلها من أبرز اللاعبات المميزات في فريقها. شاركت في عدة نزالات وبطولات محلية داخل وخارج المنطقة خلال عامي 2017 و2018، ورغم أن الظروف الأمنية وخوف العائلات حالا دون المشاركة في البطولات على مستوى المحافظات السورية كافة، فإنها واصلت مسيرتها الرياضية بلا توقف.
حققت العلي عددا من الإنجازات في بطولات الكيك بوكسينغ التي نظمها الاتحاد الرياضي على مستوى الجزيرة، حيث نالت ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، وهو ما دفع الاتحاد إلى اختيارها عضوا في اللجنة الفنية للكيك بوكسينغ، ثم عضوا في لجنة التحكيم الخاصة بالبطولات، ما عزز إصرارها وحبها للعبة.
جاءت بدايتها في مجال التدريب عام 2022 عندما عرض البطل أفرام عيسى، وهو من مدينتها القامشلي، فكرة افتتاح صالة خاصة للكيك بوكسينغ والملاكمة. ومنذ ذلك الحين بدأت بتدريب الأطفال في مركز “أليكس” بحي الوسطى، حيث خصصت أوقاتا محددة للتدريب. وتركز العلي في عملها على الفئة العمرية من 4 حتى 15 عاما، وقد فوجئت بالإقبال الكبير من الأطفال والأهالي، حتى بات لديها أكبر فريق ملاكمة في القامشلي يضم نحو 150 لاعبا ولاعبة، بينهم متدربون يأتون من مدن وبلدات أخرى مثل عامودا والحسكة والمناطق المجاورة.
تولي العلي اهتماما خاصا بتشجيع الفتيات على ممارسة هذه الرياضة لكسر القيود الاجتماعية والعادات السائدة التي تحصر الرياضة بالشباب فقط. وتقول إنها أصبحت نموذجا يحتذى به للبنت القوية القادرة على تحقيق طموحاتها، خاصة بعد أن عبرت لها بعض المتدربات الصغيرات عن رغبتهن في أن يصبحن مدربات فنون قتالية مثلها في المستقبل.
وترى العلي أن مستقبل الملاكمة والكيك بوكسينغ ما زال يواجه تحديات في مجتمعها بسبب بعض العقليات والتفكير السلبي تجاه الفتيات في الرياضة، إلا أن طموحها يبقى كبيرا، فهي تسعى لافتتاح مركز رياضي متكامل يحمل اسمها ويضم مختلف الفنون القتالية، ليكون داعما أساسيا للسيدات والأطفال، وليحقق إنجازات وبطولات على المستويين المحلي والعالمي.
وتؤكد أن رياضة الكيك بوكسينغ ليست مجرد تمرين بدني، بل وسيلة شاملة لاكتساب الثقة بالنفس، وتحسين صحة القلب، ورفع مستوى اللياقة البدنية، إضافة إلى القوة الذهنية والتركيز والدفاع عن النفس. وتختصر رسالتها بقولها: “الكيك بوكسينغ بالنسبة لي هي الحياة… هي الثقة بالنفس، القوة، الاحترام، الالتزام، الرشاقة، السرعة، التوازن، التعاون، الذكاء، والتميز.”