اختتم 42 طالبًا وطالبة من جامعة ابن خلدون وعدد من الجامعات التركية دورة تعليم اللغة العربية في المعهد العالي للغات بجامعة حلب، وذلك بحضور رئيس الجامعة الدكتور أسامة رعدون وعمادة المعهد، حيث جرى في نهاية الدورة توزيع شهادات حضور على المشاركين.
دورة فريدة بعد سنوات من التوقف
قالت الدكتورة ريم عيسى، عميدة المعهد العالي للغات في جامعة حلب، في تصريح خاص لـ سوريا 24 إن هذه الدورة تُعد الأولى من نوعها منذ أكثر من أربعة عشر عامًا. وأوضحت أن “الطلاب جاؤوا من جامعة ابن خلدون التركية، وبلغ عددهم نحو 42 طالبًا وطالبة من الذكور والإناث”.
وبيّنت عيسى أن “الطلاب قُسّموا وفق مستوياتهم اللغوية، وشارك في تدريسهم أساتذة مختصون من جامعة حلب”.
وأضافت أن “التجربة لم تقتصر على تعلم اللغة العربية فحسب، بل شملت أيضًا الاطلاع على الثقافة السورية وزيارة المدن والمناطق الأثرية”.
وأكدت عيسى في ختام حديثها أن “المعهد العالي للغات يسعى إلى استقبال المزيد من الوفود الأجنبية الراغبة في تعلم اللغة العربية”، معتبرةً أن “هذه التجربة قد تفتح الباب أمام تعاون أوسع مع جامعات أخرى في المستقبل القريب”.
دمج بين اللغة والثقافة
من جانبه، أوضح الدكتور مضر فارس، مدير قسم اللغة العربية في جامعة ابن خلدون والمشرف على الوفد، أن “الدورة لم تكن محصورة في الدروس النظرية، بل جمعت بين الجانب الأكاديمي والتجربة الثقافية”.
وقال لمنصة سوريا 24: “تلقّى الطلاب أربع ساعات يوميًا من التعلم الأكاديمي في قاعات الجامعة، كما شاركوا في جولات مسائية داخل أحياء حلب القديمة وأسواقها التاريخية”.
وأضاف فارس أن “البرنامج تضمن أيضًا زيارات إلى دمشق وحمص وإدلب”، مشيراً إلى أن “الطلاب تعرفوا على الثقافة السورية عن قرب، وحضروا فعاليات اجتماعية متنوعة”، معتبراً أن “هذه التجربة وفّرت مزيجاً متكاملاً بين تعلم اللغة والانغماس في الحياة الثقافية”.
انطباعات الطلاب والمرافقين
أما الطالب عبد الله، من قسم العلوم الإسلامية في جامعة ابن خلدون، فقد عبّر عن ارتياحه للتجربة قائلاً: “لم نأتِ فقط لتعلم اللغة، بل للتعرف على الشعب السوري وما مرّ به”.
وأوضح أن “الطلاب زاروا دمشق وحمص وإدلب، وتجولوا في أحياء حلب القديمة”، مضيفاً: “كانت تجربة رائعة بكل المقاييس، ووجدنا فرقًا كبيرًا بين الدراسة هنا وتجاربنا السابقة في دول أخرى”.
وبحسب الدكتورة مروة، أستاذة في جامعة ابن خلدون التي رافقت طلابها، فإن “التجربة لم تقتصر على البعد الأكاديمي، بل حملت بعداً إنسانياً مهماً”.
وأكدت قائلة: “سوريا بلد رائع، وقد أحببنا شعبها المضياف الذي استقبلنا كإخوة”، مضيفةً أن “هذه العلاقات الإنسانية ستبقى مستمرة إن شاء الله”.
ومن وجهة نظر الطالبة شيداء، وهي من طلبة الدراسات العليا، فإن الدورة كانت “واحدة من أجمل محطات حياتها”.
وأوضحت: “كنت أرغب منذ فترة طويلة في تعلم اللغة العربية لفهم القرآن والحديث بشكل أعمق”. وأضافت: “زيارتنا لحلب منحتنا فرصة للتعرف على تاريخها وأهلها الطيبين”.
نحو إعادة التعاون التعليمي مع أنقرة
يأتي التعاون العلمي والأكاديمي بين سوريا وتركيا، لينهي عهد القطيعة بين الجانبين، التي استمرت لأكثر من 14 عاماً على إثر اندلاع شرارة الثورة السورية في آذار/ مارس 2011، وهو ما تجسد واقعاً أيضاً في إعلان رئيس جامعة حلب عبر منصة سوريا 24 عن إعادة افتتاح قسم اللغة التركية في كلية الآداب، بعد إغلاق استمر لنحو 13 عاماً.