أكد مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية، في حديث لمنصة سوريا 24، أن وصول أول باخرة تحمل محاصيل زراعية من أمريكا الجنوبية مباشرة إلى الموانئ السورية يُعدّ نقلة نوعية في حركة التبادل التجاري بعد رفع العقوبات.
وأشار إلى أن ذلك يفتح الباب أمام استيراد المواد الغذائية بأسعار منافسة، ما سينعكس إيجاباً على الأمن الغذائي واستقرار السوق المحلية.
وقال علوش: “وصول أول باخرة محمّلة بالمحاصيل الزراعية من أمريكا الجنوبية مباشرةً إلى الموانئ السورية، عبر شركة أمريكية استراتيجية، يُعدّ تحولاً نوعياً في مسار التبادل التجاري بعد رفع العقوبات”.
وتابع: “هذه الخطوة تعني كسر القيود التي كانت تُفرض على حركة الاستيراد، وتفتح الباب أمام استيراد المواد الغذائية الأساسية من مصادر متنوعة وبأسعار منافسة. هذا الأمر سينعكس إيجاباً على استقرار السوق، ويدعم الأمن الغذائي السوري من خلال توفير مدخلات إنتاجية أساسية، كالحبوب والأعلاف التي يحتاجها كل من قطاع المخابز والقطاع الحيواني”.
وعن تأثير دخول الشحنات الزراعية مباشرة إلى سوريا على أسعار الدقيق والخبز في السوق المحلية، أوضح علوش قائلاً: “من المؤكد أن استيراد الذرة وكسبة فول الصويا بشكل مباشر سيُخفّض تكاليف النقل والرسوم الجمركية الإضافية التي كانت تترتب على الشحنات العابرة من دول الجوار”.
ولفت إلى أن “هذا التخفيض سينعكس مباشرةً على كلفة إنتاج الأعلاف والطحين، وبالتالي على استقرار أسعار الخبز والمنتجات الغذائية في السوق المحلية”.
ورأى أن دخول هذه الشحنات إلى المرافئ السورية بشكل منتظم سيُساهم في تعزيز المخزون الاستراتيجي من المواد الأساسية، ما يحدّ من التقلّبات السعرية ويحافظ على توازن السوق، وفق تعبيره.
وعن ضمانات استمرارية هذه الشحنات المباشرة، قال علوش: “الضمان الأساسي يكمن في التفاهمات الاستراتيجية التي جرى التوصل إليها مع الشركات الموردة، وفي مقدمتها شركة (Bunge) الأمريكية، وهي من كبريات الشركات العالمية في تجارة الحبوب”.
وبيّن أن هذه الشركات تتعامل مع السوق السورية وفق عقود تجارية واضحة تضمن الاستمرارية، إلى جانب دعم حكومي مباشر لتسهيل الإجراءات في الموانئ والمعابر، حسب قوله.
ونوّه إلى أن الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية تعمل، بالتنسيق مع الوزارات المختصة، على تأمين انسيابية هذه الشحنات وضمان عدم انقطاعها، بما يُعزز استقرار الاقتصاد الوطني ويُطمئن المواطن السوري إلى استدامة وصول مواده الأساسية، بحسب ما تحدث به.
وقبل أيام، وصلت إلى مرفأ طرطوس الباخرة BC Amer محمّلةً بأكثر من 36,000 طن من الذرة الأرجنتينية وكسبة فول الصويا الأرجنتينية، عن طريق شركة Bunge الأمريكية، لتكون أول شحنة تدخل مباشرة إلى الموانئ السورية من دون المرور عبر تركيا أو لبنان.