“ريفنا بيستاهل”.. حملة كبرى لإعادة إعمار ريف دمشق

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

مع عودة الأهالي المهجرين إلى ريف دمشق إثر تحريره من قبضة نظام الأسد، وما خلّفه من دمار واسع في البنية التحتية والمنازل والذاكرة الجماعية، تستعد محافظة ريف دمشق لإطلاق حملة واسعة بعنوان “ريفنا بيستاهل” تهدف إلى حشد الدعم المالي والعيني لصالح تسع مناطق إدارية بريف دمشق.

عبد الرحمن طفور، مدير إعلام ريف دمشق، يقول في حديثه إلى منصة سوريا 24 إن الحملة انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي وبدأت مرحلة الحشد والمناصرة، وسيكون انطلاقها رسميًا في 20 أيلول الجاري من المجمع الحكومي في مدينة حرستا، وتسعى إلى جمع مبالغ مالية لتغطية أولويات إعادة الإعمار وتأهيل الخدمات الأساسية، بعد سنوات طويلة من التهميش والدمار الممنهج الذي خلّفه القصف والاعتقالات والتهجير القسري.

ريف دمشق.. ذاكرة الجراح والعودة

يزن كمال، أحد القائمين على الحملة، يقول في حديثه إلى منصة سوريا 24: “لم يكن ريف دمشق مجرد ساحة حرب، بل كان القلب الذي حاول النظام خنقه لقربه من العاصمة. مدن مثل داريا التي تحولت إلى رمز عالمي للمقاومة تحت البراميل المتفجرة، ومضايا التي حوصرت حتى الموت جوعًا، ودوما التي عانت هجومًا كيميائيًا ترك ندوبًا لا تمحى، جميعها تقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، مرحلة إعادة الحياة بعد الخراب”.

ويضيف: “رغم مشاهد الدمار التي ما زالت تسيطر على الأحياء المهدمة، فإن الأهالي يبدون عزمًا كبيرًا على تجاوز المحنة، مستندين إلى مبادرات محلية ودعم متنامٍ من رجال الأعمال السوريين في الداخل والخارج”.

آليات الحملة.. من التبرعات إلى المشاركة الشعبية

وفقًا للبيان التحضيري الصادر عن محافظة ريف دمشق عقب اجتماعها بتاريخ 9 أيلول 2025، فإن الحملة تعتمد على عدة محاور أساسية:

* حشد الدعم الاقتصادي: عبر التواصل مع غرفة تجارة دمشق وتنظيم جولات على التجار ورجال الأعمال لتأمين تعهدات مسبقة.
* تنوع طرق التبرع: من خلال حساب بنكي رسمي، أو تخصيص المبالغ لمدن أو قطاعات بعينها، فضلًا عن التبرع العيني بالمواد والمعدات والخدمات. كما ستتاح فرصة المشاركة أمام الحرفيين وأصحاب المهن الصغيرة، مع التركيز على الدور المحوري للنساء في الترويج للحملة.
* إشراك المجتمع والشتات: حيث يجري العمل على بث مباشر من داخل المخيمات وأماكن النزوح لإيصال أصوات الأطفال والأهالي الذين يحلمون بالعودة، إلى جانب تسليط الضوء على قصصهم الواقعية المؤثرة.
* ملف توثيقي شامل: يتضمن أبرز الاحتياجات العاجلة ونسب الدمار العالية، إضافة إلى توثيق الانتهاكات التي عانت منها مدن مثل داريا ومضايا ودوما.
* الإعلام والتغطية: من خلال إطلاق منصة رقمية خاصة بالحملة، وإنتاج محتوى بصري وبروموهات مرئية، مع التنسيق مع وسائل الإعلام المحلية والعربية لضمان وصول الرسالة إلى أوسع شريحة ممكنة.

تحديات ضخمة وآمال عريضة

رغم ضخامة الهدف المالي، يؤكد القائمون على الحملة أن “ريفنا بيستاهل” ليس مجرد حملة جمع تبرعات، بل هو خطوة عملية لإعادة الثقة بين الأهالي والداخل السوري من جهة، والشتات السوري الذي يبحث عن سبل للمساهمة في إعادة بناء الوطن من جهة أخرى.

إعادة إعمار ريف دمشق لن تكون مجرد إعادة حجارة مهدمة، بل إعادة نسيج اجتماعي تفكك بفعل الحرب، وإعادة أمل لأجيال جديدة ولدت في خيام النزوح.

بين أطلال الدمار وصور الأطفال المبتسمين في المخيمات، يقف ريف دمشق اليوم أمام اختبار حقيقي: هل يمكن للحياة أن تنتصر على الخراب؟ حملة “ريفنا بيستاهل” تحمل إجابة واضحة، عنوانها أن هذه المدن التي صمدت في وجه أعتى آلة قتل تستحق أن تُمنح فرصة جديدة للحياة.

مقالات ذات صلة