مهرجان “ربيع النصر” في حماة يعود بقوة بعد سنوات من الانقطاع

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

بعد سنوات من التوقف القسري بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية التي عاشتها البلاد، عاد مهرجان “ربيع النصر” في مدينة حماة ليطلّ من جديد، لكن هذه المرة بحلة استثنائية وبإقبال جماهيري فاق كل التوقعات.

وشهدت فعاليات الافتتاح الرسمي للمهرجان، أمس الثلاثاء، الذي أقيم تحت رعاية محافظ حماة، حضورًا جماهيريًا ضخمًا قُدّر بأكثر من 150 ألف شخص، في مشهد يعكس عودة الحياة الثقافية والاجتماعية إلى المدينة، ويؤكد رغبة أهلها في الاحتفاء بتراثهم وانتصارهم على سنوات من التحديات، حسب مراسل منصة سوريا 24 في حماة.

افتتاح مهيب وفعاليات تراثية أصيلة

وشملت فعاليات الافتتاح عروضًا فلكلورية، وموسيقية، ومسرحية مستوحاة من التقاليد المحلية، إضافة إلى أسواق شعبية عرضت منتجات يدوية وأكلات تقليدية تحمل بصمة حماة الأصيلة.

وحرص المنظمون على إبراز التفاصيل البصرية الدقيقة، من الديكورات المستوحاة من العمارة الحموية القديمة، إلى الإكسسوارات التقليدية التي ارتداها المشاركون في العروض، ما أضفى على المهرجان طابعًا تراثيًا غامرًا بالجمال والهوية.

تنظيم مميز يفوق التوقعات

وأكدت لميس عياش، وهي من سكان مدينة سلمية المجاورة في حديث لمنصة سوريا 24، أن التنظيم في هذه الدورة كان “مميزًا فاق التوقعات”، مشيرة إلى أن “الحضور الجماهيري كان أكبر من المتوقع، والفعاليات المتنوعة عكست بصدق ثقافة وتقاليد أبناء المدينة”.

وأضافت: “ما ميّز هذه الدورة عن السنوات السابقة هو الحضور القوي للتفاصيل البصرية والإكسسوارات المعروضة، إضافة إلى مستوى عالٍ من التجهيزات اللوجستية والعروض الفنية، ما أضفى على الحدث طابعًا استثنائيًا يؤكد تطور المهرجان”.

وأشارت عياش إلى أن التنسيق بين الجهات المنظمة بما فيها المحافظة، والبلدية، والجمعيات الأهلية، والفرق التطوعية كان مثالياً، مما ساهم في انسيابية الحركة، وتوفر الخدمات، وسهولة الوصول إلى مختلف الفعاليات، حتى مع الكثافة البشرية الكبيرة.

“ربيع نصر” رمزيّة الانتصار على الحرب

أما الشاب يوسف الحكيم، أحد المشاركين في فعاليات المهرجان، فوصف الأجواء بأنها “مميزة جدًا”.

وقال في حديث لمنصة سوريا 24: “المهرجان كان أكتر من مجرد فعاليات أو تسوق. هو بمثابة تعبير معنوي و(ربيع نصر) لمدينة حماة. حماة مدينة قامت من تحت ركام الحرب، مدينة تحب الحياة، وبتعرف كيف تحتفل فيها”.

وأضاف الحكيم: “هذا الأمر انعكس بشكل واضح من خلال الأعداد الكبيرة التي شاركت، ليس فقط من داخل المدينة، بل من ريفها وأيضًا من محافظات أخرى”، في إشارة إلى أن المهرجان لم يكن حدثًا محليًا فحسب، بل أصبح ملتقى وطنيًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء سوريا، راغبين في مشاركة حماة فرحتها واستعادة بهجتها.

عودة الروح إلى المدينة

يُعدّ مهرجان “ربيع النصر” هذا العام علامة فارقة في مسيرة التعافي الثقافي والاجتماعي لمدينة حماة، التي عانت كغيرها من المدن السورية من ويلات الحرب، لكنها تميزت بقدرة أهلها على إعادة بناء نسيجها الاجتماعي، واستعادة مكانتها كحاضنة للتراث والفنون.

وقد لاحظ المراقبون أن العائلات شكلت النسبة الأكبر من الحضور، ما يعكس رغبة مجتمعية في إعادة إحياء الطقوس الاحتفالية الجماعية، ونقل التراث للأجيال الجديدة.

نجاح يفتح الباب لمواعيد قادمة

مع اختتام اليوم الأول من المهرجان، الذي يستمر لأسبوع كامل، يتحدث المنظمون عن “نجاح غير مسبوق”، ويؤكدون أن التحضيرات لدورات قادمة بدأت فعليًا، مع خطط لتوسيع نطاق الفعاليات، وجذب فرق فنية من خارج سوريا، وتحويل المهرجان إلى حدث ثقافي دولي يضع حماة على خريطة السياحة الثقافية في المنطقة.

مهرجان “ربيع النصر” في حماة لم يكن مجرد حدث ترفيهي أو ثقافي، بل كان تجسيدًا حيًا لإرادة مدينة قررت أن تنهض من تحت الرماد، وأن تحتفل بانتصارها على الألم. بحضور جماهيري غير مسبوق، وتنظيم دقيق، وفعاليات غنية بالتراث، أثبتت حماة أنها لا تزال واحة للجمال، ومدينة لا تعرف إلا لغة الحياة.

ولم يعد المهرجان، بهذا الزخم،  مجرد تقليد سنوي، بل أصبح رمزًا للانتصار، ولعودة الروح إلى قلب سوريا النابض.

مقالات ذات صلة