روز عمر… شابة من القامشلي تحلم أن تصبح طبيبة وترسم الحياة بملامح الفن

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا ٢٤

في سن الثامنة عشرة، تقف روز عمر، ابنة مدينة القامشلي، على مفترق طرق بين طموحين كبيرين؛ الأول أن تحقق حلمها الأكاديمي وتصبح طبيبة، والثاني أن تواصل رحلتها الفنية التي بدأت قبل أربع سنوات وأصبحت اليوم بصمتها الخاصة في عالم الرسم.

تقول روز إن بدايتها لم تكن سهلة: “كنت في الرابعة عشرة من عمري، أرسم كل ما تقع عليه عيناي، ومع الإصرار والمثابرة صرت أرى أن رسمي يتطور شيئاً فشيئاً، حتى بدأ من حولي يلاحظون ذلك ويشجعونني.”

ما يميز أسلوبها، كما تصف، هو أنها لا تكتفي برسم الأشكال والمناظر، بل تحاول أن تنقل إحساسها بكل لوحة، فتصبح اللوحة عندها مرآة للواقع مطعمة بروحها الخاصة. وتضيف: “أرسم المرأة كثيراً، وأستلهم من الفلكلور الكردي والعربي القديم، لأني مؤمنة أن الهوية والتاريخ يجب أن يبقيا حاضرين في الفن.”

تتنقل روز بين أدوات متنوعة، أبرزها الفحم الذي تعتمد عليه في معظم أعمالها، إضافة إلى تجاربها مع ألوان الزيت التي تراها غنية وملهمة. ورغم أن بدايتها كانت ذاتية التعلم، إلا أن شقيقتها ساعدتها في خطواتها الأولى، بينما بقيت والدتها السند الأكبر، تقول روز: “أمي هي قدوتي ودعمي الأول، لن أنسى فضلها ما حييت.”

من أقرب اللوحات إلى قلبها لوحة جسدت معاناة أطفال غزة خلال الحرب، حيث حاولت أن تترجم الألم والدموع إلى ألوان وخطوط. وتضيف: “وأنا أرسم كنت أشعر بكل وجع في عيون الأطفال.”

رحلة روز الفنية لم تقتصر على مرسمها الصغير، بل خرجت إلى العلن عبر مشاركات في معارض فنية بمدن عدة مثل القامشلي، الحسكة، الرقة، الطبقة، رميلان، وعامودا، حيث حصدت جوائز وأصداء إيجابية من الجمهور.

أما عن طموحها، فتؤكد أنها تحلم بإقامة معرض خاص بها في المستقبل، يترك بصمة تلهم الآخرين وتفتح المجال أمام المواهب الجديدة. وتختصر رسالتها قائلة: “إذا عندك موهبة، لا تتوقف. آمن بنفسك وطورها مهما كانت التحديات.”

وبين حلم الطب والفن، تواصل روز عمر خط مسيرتها بخطوط من ألوانها الخاصة، راسمةً عالماً تعتبره مساحة الأمان الوحيدة، ومفتاحها للتعبير عن الذات والبحث عن الجمال وسط صعوبات الحياة.

مقالات ذات صلة