تواجه محافظة دير الزور شرق سوريا أزمة حقيقية في قطاع التعليم، بعدما أظهرت إحصائيات رسمية حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمدارس والبنية التحتية التعليمية خلال السنوات الماضية، ما انعكس مباشرة على واقع العملية التربوية وقدرة الأهالي على إرسال أبنائهم إلى مقاعد الدراسة.
مدارس غير مفعلة وأخرى خارج مناطق سيطرة الحكومة
وقالت عائشة الجاسم، مسؤولة الإعلام في مديرية تربية دير الزور في حديث لمنصة سوريا 24، إن عدد المدارس المفعلة في المحافظة يبلغ 353 مدرسة فقط، مقابل 254 مدرسة غير مفعلة.
ولفتت إلى أن هذه المدارس غير المفعلة تتوزع ما بين 50 مدرسة مدمرة بشكل كامل، و62 مدرسة مدمرة بشكل جزئي، و136 مدرسة بحاجة إلى صيانة حتى يتم تفعيلها، إضافة إلى 6 مدارس جاهزة لكنها لم تُفعّل بعد.
وأضافت الجاسم أن مدارس البادية تشكل جزءاً من الواقع التعليمي، حيث يوجد فيها 35 مدرسة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن هناك مدارس لا تتوفر أي معلومات دقيقة عنها، إلى جانب 692 مدرسة تقع خارج سيطرة الحكومة السورية، وهي موجودة ضمن مناطق سيطرة قسد.
هذا الواقع، بحسب الجاسم، يشكل تحدياً مضاعفاً أمام مديرية التربية في المحافظة، حيث لا يقتصر الأمر على إعادة تأهيل المدارس، بل يتعداه إلى النقص في الكوادر التعليمية والاحتياجات الأساسية التي تُعد شرطاً لعودة التعليم بشكل مستقر.
آثار الخراب والدمار في كامل دير الزور
من جهته، قال منير الحمد، من مكتب العلاقات العامة في مجلس محافظة دير الزور في حديث لمنصة سوريا 24إن دير الزور ما زالت شاهدة على آثار الدمار الذي خلفته سنوات الحرب، موضحاً أن “خلال حملة دير العز جاءت وفود عديدة إلى المدينة واطلعت على حجم الدمار، وكانت المفاجأة كبيرة أمامهم خاصة في محيط الملعب البلدي، حيث تنتشر آثار الخراب في أحياء كاملة”.
وأشار الحمد إلى أن المدينة تضم نحو 18 حياً، منها أربعة أحياء فقط صالحة للسكن، بينما الـ14 حياً الأخرى ما تزال مدمرة بشكل شبه كامل، الأمر الذي يعكس عمق الأزمة الإنسانية والمعيشية في المحافظة، ويزيد من صعوبة عودة الحياة الطبيعية، بما في ذلك العملية التعليمية.
المطلوب: خطة شاملة لإعادة الإعمار
وحسب عدد من أبناء دير الزور، في حديث لمنصة سوريا 24، فإن دير الزور تحتاج إلى خطة شاملة لإعادة إعمار المدارس والأحياء المدمرة، وإلا فإن آلاف الأطفال سيبقون خارج مقاعد الدراسة في ظل غياب البنية التحتية، ما يهدد مستقبل جيل كامل ويعمق من أزمات المحافظة على المدى البعيد.
وقبل يومين، نجحت حملة “دير العز” في تحقيق إنجاز لافت، إذ تخطت خلال ساعات قليلة الهدف المعلن بجمع 25 مليون دولار، لتصل التبرعات إلى أكثر من 30 مليون دولار، ما يعكس حجم التفاعل الشعبي والرسمي الكبير مع جهود إعادة إعمار المحافظة.
وقال مراسل سوريا 24 أن الفعالية شهدت حضوراً شعبياً ورسمياً كبيراً، وأن جلّ التبرعات جاءت من عشائر معروفة من أبناء المحافظة إضافة إلى متبرعين من محافظات أخرى ومهجرين في دول الشتات.
وبحسب مراسل سوريا 24 شهدت الحملة تبرعات واسعة؛ إذ قدّم رجل الأعمال موفق قداح مليون دولار، فيما أعلنت الجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز” دعم القطاع الصحي بمليوني دولار.
كما أعلنت وزارة المالية عن تخصيص الحملة بمبلغ 10 ملايين دولار دفعة واحدة، لدعم مشاريع التنمية في المحافظة.