الركام ومخلفات الحرب تعطل عودة الأهالي إلى أحياء دير الزور

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تشكل كميات الركام المتناثرة في أحياء دير الزور المدمرة أكبر عائق أمام عودة الأهالي إلى منازلهم واستئناف حياتهم اليومية بصورة طبيعية، في وقت تواصل فيه فرق مجلس المدينة عمليات ترحيل الأنقاض بإمكانات محدودة وجهود متقطعة.

ركام الأنقاض ومخلفات الحرب من أبرز المشاكل

وقال بشار الحسن، من سكان دير الزور في حديث لمنصة سوريا 24، إن مدينة دير الزور تحتوي على 26 حياً منها 24 حياً مدمرة بشكل كامل، مع الإشارة إلى أن الناس بدأت بالعودة تدريجياً إلى المدينة.

وأضاف أن هناك العديد من المشكلات وعلى رأسها المخلفات الحربية وركام الأنقاض المنتشرة بشكل كبير جدا، مبيناً أن الأمر يحتاج إلى جهود كبيرة جدا لإزالة الركام وتطهير المنطقة من مخلفات الحرب.

ولفت إلى أن الصرف الصحي متهالك، وخدمات المياه والخدمات صحية قليلة، يضاف إلى أن مشكلة الركام هي مشكلة كبيرة تعيق عودة الأهالي، ناهيك عن الدمار الكبير في المنطقة، وفق تعبيره.

نسبة الإنجاز في الشيخ ياسين

وقال جاسم الكاظم، مسؤول الإعلام في بلدية دير الزور، في حديث لمنصة سوريا 24، إن نسبة الأنقاض التي تم ترحيلها من حي الشيخ ياسين بلغت نحو 35% من إجمالي الكمية الموجودة في الحي، وهو ما يعكس أن الجزء الأكبر من الركام لا يزال بحاجة إلى جهود إضافية لإزالته.

وأوضح أن العملية تجري بشكل متدرج تبعاً للإمكانات المتوفرة، مشيراً إلى أن استمرار العمل يحتاج إلى تعزيز القدرات اللوجستية والفنية.

أحياء أخرى مثقلة بالأنقاض

إلى جانب الشيخ ياسين، ما تزال عدة أحياء في دير الزور تعاني من تراكم كميات ضخمة من الأنقاض، أبرزها أحياء المطار القديم، الحميدية، العرضي، والحويقة، حيث تتداخل الأنقاض مع حركة الأهالي الذين بدأوا بالعودة تدريجياً إلى منازلهم. ويؤكد الكاظم أن هذه الأحياء تواجه ضغوطاً أكبر بسبب الكثافة السكانية المتنامية، ما يفرض الحاجة إلى تسريع وتيرة الترحيل فيها.

جهود ميدانية متواصلة

وحول طبيعة الجهود المبذولة، أوضح الكاظم أن مجلس المدينة يواصل حالياً عمليات ترحيل الأنقاض في حي الحويقة الغربية، وذلك بالتعاون مع مديرية الخدمات الفنية وفِرق الخوذ البيضاء. وأضاف أن المجلس يتابع تنسيق العمل مع عدد من المنظمات الإنسانية والخدمية التي أبدت استعدادها لتقديم الدعم عبر مشاريع متخصصة في رفع الركام وتنظيف الشوارع المتضررة.

غياب خطة زمنية واضحة

أما بخصوص الخطة الزمنية لإزالة الأنقاض بشكل كامل، فأكد الكاظم أنه لا توجد خطة معلنة لإنجاز المهمة خلال الشهر القادم، لافتاً إلى أن مجلس المدينة بانتظار وصول خمسة قلابات وتركس خلال الأيام المقبلة. وبحسب تقديره، فإن وصول هذه الآليات سيُحدث فارقاً ملموساً في وتيرة العمل، وقد يسهم في معالجة مشكلة الأنقاض بشكل أسرع، لا سيما في الأحياء التي تشهد عودة متزايدة للسكان.

تحديات متشابكة

ويواجه ملف ترحيل الأنقاض في دير الزور عدة عقبات، أبرزها محدودية الموارد، وتأخر وصول المعدات اللازمة، إضافة إلى الحاجة لتمويل إضافي يواكب حجم الدمار الكبير الذي خلّفته الحرب في مختلف أحياء المدينة.

ويتطلب استكمال هذه العملية خطة متكاملة تجمع بين الجهد المحلي والدعم الخارجي من المنظمات المعنية، فضلاً عن تفعيل مشاركة مجتمعية تساند فرق العمل على الأرض.

ملف مفتوح على احتمالات عدة

ووسط كل ذلك، يبقى ملف ترحيل الأنقاض مفتوحاً على احتمالات عدة، في ظل غياب إطار زمني واضح يحدد تاريخ انتهاء هذه الأعمال.

ومع تزايد أعداد الأسر العائدة إلى أحيائها، تتعاظم الحاجة لإيجاد حلول سريعة وفعالة تضمن إزالة الركام وإعادة تأهيل البنى التحتية، بما يمكّن سكان دير الزور من استعادة حياتهم اليومية بأقل قدر من العوائق.

مقالات ذات صلة