أكد مصطفى قيسون، المتحدث باسم سائقي الشاحنات في مدينة تلبيسة شمالي حمص، اليوم الإثنين، في حديث لمنصة سوريا 24، استمرار إضراب الشاحنات عن العمل حتى تلبية مطالبهم وإيجاد الحلول لمشاكلهم.
ودخلت أزمة سائقي الشاحنات في سوريا مرحلة جديدة مع اتساع رقعة الإضراب والتظاهر، الذي شمل مختلف المحافظات السورية، في خطوة احتجاجية ضد القرارات الحكومية الأخيرة المتعلقة بعمل مكاتب الدور وتنظيم النقل.
وبدأ الإضراب منذ صباح أمس الأحد، حيث أوقف السائقون شاحناتهم على الطرقات الرئيسية، في محاولة للضغط على وزارة النقل من أجل التراجع عن قرارات وُصفت بـ”الجائرة” بحق أصحاب الشاحنات المدنية والأهلية.
المطالب الأساسية
المحتجون أكدوا أن أبرز مطالبهم تتمثل في إعادة تفعيل مكاتب الدور، التي كانت تنظم عمل الشاحنات وتوزع الفرص بعدالة بين جميع السائقين، معتبرين أن إلغاءها أدى إلى منح أفضلية لشركات النقل التجارية والاستثمارية على حساب الشاحنات الخاصة، وهو ما تسبب بقطع أرزاق آلاف السائقين وأسرهم.
وأشار السائقون إلى أن القرارات الحكومية الأخيرة أدت عملياً إلى توقف جزء كبير من الشاحنات الأهلية والمدنية عن العمل، الأمر الذي انعكس سلباً على الحركة التجارية في البلاد، وأدى إلى زيادة حالة الاحتقان في صفوف العاملين بهذا القطاع.
خلفية الإضراب
ويعد هذا الإضراب هو الثاني من نوعه خلال الأشهر الأخيرة، إذ كان السائقون قد نفذوا إضراباً مماثلاً في وقت سابق، على خلفية مطالب مشابهة، لكن الحكومة وعدت حينها بالاستجابة لها دون تنفيذ أي خطوات عملية، بحسب تعبير المحتجين.
موقف السائقين
المتحدث باسم سائقي الشاحنات في تلبيسة، مصطفى قيسون، قال: “الإضراب مستمر، والشاحنات على الطرقات متوقفة بشكل كامل حتى تتم تلبية مطالبنا. هناك اجتماع مرتقب مع وزير النقل في دمشق، ونأمل أن تتم تلبية جميع المطالب لإنهاء الإضراب”.
وشدد قيسون على أن السائقين لا يسعون إلى تعطيل الحياة الاقتصادية في البلاد، بقدر ما يطالبون بحقوقهم المشروعة التي سلبتها القرارات الحكومية، مؤكداً أن استمرار الإضراب قد تكون له انعكاسات أوسع على حركة النقل والإمداد في الداخل السوري.
انعكاسات اقتصادية
ونبّه قيسون إلى أن استمرار الإضراب سيؤدي إلى تفاقم أزمة النقل الداخلي، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على الشاحنات لنقل البضائع والمواد الغذائية بين المحافظات، الأمر الذي قد ينعكس على الأسعار وسلاسل التوريد خلال الأيام المقبلة.
انتظار المفاوضات
في المقابل، ينتظر السائقون ما ستسفر عنه المفاوضات المرتقبة مع وزارة النقل، اليوم الإثنين، في دمشق، وسط مخاوف من أن تتكرر الوعود السابقة دون خطوات فعلية، مما ينذر بإطالة أمد الأزمة واتساع رقعة الاحتجاجات.
ووسط كل ذلك، يبقى المشهد مفتوحاً على احتمالات متعددة، إما بالاستجابة لمطالب السائقين وإنهاء الإضراب، أو بتصاعد حالة الاحتقان في حال استمرت الحكومة بتجاهل المطالب.