عامودا.. جمود في سوق العقارات بسبب ارتفاع تكاليف الإكساء

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تشهد مدينة عامودا بريف الحسكة حالة ركود واضحة في سوق العقارات، مع ارتفاع ملحوظ في تكاليف إكساء المنازل خلال الأشهر الأخيرة، ما دفع عدداً من الأهالي إلى تعليق مشاريعهم عند مرحلة البناء الأساسي، والاكتفاء بالانتظار حتى تحسن الظروف الاقتصادية.

وبحسب مراسل سوريا 24، فإن متوسط تكلفة إكساء شقة سكنية بمساحة 150 متراً مربعاً تجاوز 20 ألف دولار أمريكي، وتشمل هذه التكاليف أعمال التمديدات الكهربائية والصحية، الأرضيات، الدهانات، وتركيب الأبواب والنوافذ، إلى جانب المواد الأولية مثل البلاط والإسمنت والحديد، التي شهدت ارتفاعات متكررة.

ويقول محمد، وهو مالك أحد المنازل في عامودا، إن “الميزانية المخصصة للإكساء لم تعد تكفي حتى لتغطية نصف الاحتياجات، ما اضطرنا إلى تعليق المشروع لحين انخفاض الأسعار أو تأمين مصادر تمويل إضافية”.

بدوره، أوضح سامر، صاحب مشروع سكني قيد التنفيذ، في تصريح خاص لـ سوريا 24، أن “ارتفاع التكاليف يعود بالدرجة الأولى إلى تقلبات سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، وارتفاع أسعار مواد البناء والإكساء، إضافة إلى تكاليف النقل، فضلاً عن ندرة بعض المواد في الأسواق المحلية، ما يجعل الأسعار غير مستقرة ويحد من قدرة الأهالي على إتمام مشاريعهم”.

كما يشير سامر إلى أن تراجع الاستثمارات الجديدة في قطاع العقارات قلل من المعروض من المشاريع الجاهزة، ما زاد الضغط على الأسعار، في حين بقيت القدرة الشرائية للمواطنين محدودة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة.

مكاتب الوساطة العقارية في المدينة بدت شبه خالية من الزبائن، حيث يؤكد العاملون في هذا القطاع أن حركة البيع والشراء تراجعت بنسبة كبيرة، إذ لم تعد العروض تجد من يشتري في ظل ارتفاع الأسعار، كما لم يعد بإمكان الكثيرين إتمام عملية البناء بعد تجاوز الكلفة المتوقعة.

أحد الوسطاء العقاريين أوضح لـ سوريا 24 أن “العقود المبرمة في الأشهر الماضية أقل بكثير من المعدل المعتاد، وهناك عزوف شبه كامل عن شراء الشقق قيد الإنشاء بسبب عدم وضوح كلفة الإكساء النهائية”.

هذا الوضع لا يقتصر على القطاع العقاري فحسب، بل يترك تأثيراً مباشراً على حياة السكان، خصوصاً الأسر التي كانت تعوّل على الانتقال إلى مساكن جديدة خلال هذا العام.

ويخشى الأهالي من أن يؤدي استمرار الأزمة إلى تفاقم أزمة سكن في المدينة، مع زيادة الطلب نتيجة النمو السكاني وحالات النزوح من مناطق أخرى.

يشار إلى أن الحل ما زال بعيد المنال في ظل غياب أي برامج إسكانية أو دعم حكومي يخفف من أعباء المواطنين، لتبقى أزمة الإكساء في عامودا عنواناً جديداً للأزمة المعيشية التي يعانيها السوريون في مختلف مناطق البلاد.

مقالات ذات صلة