عودة تدريجية للأهالي إلى تادف بعد سنوات النزوح

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تعيش بلدة تادف في ريف حلب الشرقي مرحلة جديدة مع بدء عودة العائلات النازحة بعد سنوات طويلة من الإقامة في المخيمات شمالي سوريا. هذه العودة، رغم التحديات الكبيرة في الخدمات الأساسية والظروف الاقتصادية، تحمل مؤشرات على رغبة الأهالي في إعادة بناء حياتهم واستعادة ملامح الاستقرار في بلدتهم.

الأهالي يستعيدون منازلهم

قال أبو خالد، أحد العائدين، في حديثه لـ”سوريا 24“: “عدت بعد غياب تجاوز خمس سنوات، والمنزل بحاجة إلى ترميم، غير أن الأهم هو أننا عدنا إلى أرضنا وبلدتنا. المعاناة في المخيمات لا يمكن وصفها، وهنا رغم الصعوبات يبقى الوضع أفضل”.

عودة الأهالي إلى منازلهم تأتي في ظل أوضاع صعبة، حيث تعاني معظم البيوت من أضرار تحتاج إلى إصلاح، لكن الرغبة في البقاء على أرضهم دفعت الكثير من العائلات لاتخاذ قرار العودة رغم قلة الإمكانيات.

تحديات خدمية ومعيشية

أوضحت أم مصطفى، وهي أم لأربعة أطفال، لـ”سوريا 24“: “لا تتوفر الكهرباء بشكل منتظم، كما أن المياه غير كافية، لكننا عدنا لأن الحياة في المخيمات أصبحت لا تُطاق. نأمل مع مرور الوقت أن تتحسن الخدمات ونتمكن من العيش بصورة طبيعية”.

ويواجه العائدون صعوبات كبيرة في تأمين الخدمات الأساسية، إذ لا تزال الكهرباء والمياه متقطعة، فيما يعتمد الكثير من الأهالي على حلول بديلة لتلبية احتياجاتهم اليومية، ما يضعهم أمام أعباء إضافية.

عودة تدريجية للأسواق

بدوره، قال أحمد الدرويش، صاحب أحد المحلات التجارية في سوق تادف، لـ”سوريا 24“: “أعدنا فتح المحل من جديد، لكن حركة البيع ضعيفة، إذ ينشغل الأهالي في البداية بترميم منازلهم وتأمين الأساسيات. نتوقع أن تتحسن الحركة التجارية تدريجياً إذا استقرت الأوضاع الأمنية والخدمية”.

ويشير أصحاب المحلات إلى أن الحركة الاقتصادية مرتبطة بمدى تحسن الأوضاع الخدمية والأمنية، حيث تقتصر الأولويات حالياً على إصلاح المنازل وتوفير المستلزمات الأساسية، ما يجعل النشاط التجاري محدوداً في هذه المرحلة.

دلالات العودة وأبعادها

تمثل عودة الأهالي إلى تادف نقطة تحول مهمة بعد سنوات من النزوح والمعاناة في المخيمات. فهي تعكس رغبة السكان في تجاوز آثار الحرب وإعادة بناء مجتمعهم المحلي رغم قلة الإمكانيات. ويرى متابعون أن استمرار هذه العودة يحتاج إلى دعم واضح في مجال الخدمات الأساسية، إلى جانب جهود حقيقية لإعادة الإعمار وتأمين فرص العمل، بما يضمن استقرار الحياة اليومية وتعزيز الحركة الاقتصادية.

مقالات ذات صلة