السويداء: عودة عشرات العائلات إلى القصر والمحافظ يعدّ بالأمن والخدمات

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

بعد نحو شهرين من التهجير القسري الذي فرضته الاشتباكات الأخيرة في ريف السويداء الشرقي، بدأت عشرات العائلات بالعودة إلى قرية القصر، في خطوة وصفها الأهالي بالمهمة، بالتزامن مع تجديد محافظ السويداء مصطفى البكور خلال حديثه لمنصة سوريا 24 تعهده باستقرار الأوضاع الأمنية وتأمين الخدمات للسكان العائدين.

فرحة العودة تصطدم بغياب المقومات الأساسية

الطفل محمد سميحان (11 عامًا)، أحد العائدين، عبّر عن أمله في استئناف الدراسة والعيش بأمان، وقال لمنصة سوريا 24: “عدت مع أمي وأخوتي إلى بيتنا، وأنا سعيد جداً”، وتمنى أنّ يعود قريباً إلى المدرسة.

واعتبر المواطن محمد السعال أن العودة شكلت بارقة أمل لكنها تحتاج إلى دعم ملموس، وقال لمنصة سوريا 24 إنّ “القرية مدمرة، لا ماء ولا كهرباء ولا خبز”، وأنّ التعهدات من قبل الجهات المعنية بتحسين الواقع الخدمي يجب أن تنفذ.

من جهته، أوضح بدور علي مريج زريق، مختار القرية،أنّ العودة جاءت بعد تقديم طلب رسمي من الأهالي”، مبيناً أنّ “عدد السكان قبل الأحداث الأخيرة كان يقارب 5,000 نسمة، فيما لم يعد حتى الآن أكثر من 100 عائلة فقط”.

وأضاف: “الواقع الخدمي معدوم تمامًا. لا كهرباء، لا مياه، لا تعليم، ولا مراكز صحية. دون تدخل عاجل، لن تتمكن هذه العائلات من البقاء طويلاً”.

محافظ السويداء: استقرار أمني وخطط إسعافية قيد التنفيذ

وفيما يتعلق بالأوضاع في المنطقة، أكد محافظ السويداء مصطفى البكور لمنصة سوريا 24 أن الأوضاع الأمنية في ريف المحافظة الشرقي مستقرة، بفضل انتشار قوات من وزارتي الدفاع والداخلية وتشكيل طوق أمني حال دون تجدد الاشتباكات بين مكونات المنطقة.

وأوضح البكور أن المحافظة تعمل بالتنسيق مع منظمات دولية ومحلية على تنفيذ خطط إسعافية لإعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق المتضررة، تشمل:

  • صيانة الآبار الرئيسية لتأمين المياه.
  • ترميم المدارس المتضررة.
  • إنشاء نقطة طبية في منطقة بلدية الأصفر.
  • بحث إمكانية إنشاء فرن يخدم كامل المنطقة.

وأكد المحافظ أن “الأولوية حالياً هي تفعيل الحد الأدنى من الخدمات لتثبيت السكان في مناطقهم”، مشيرًا إلى أن “إعادة بناء الثقة والسلم الأهلي يحتاجان إلى وقت وجهود متكاملة”.

كما شدد على أن ما جرى كان نتيجة “تحريك أطراف منتفعة”، مؤكدًا أن أبناء المحافظة “يعيشون منذ قرون بمحبة وتسامح، ولا بديل عن عودة جميع المهجّرين إلى منازلهم في الريف الشرقي والغربي ومركز المدينة.”

الاستقرار مرهون بالخدمات والتنمية

رغم أهمية العودة الرمزية إلى قرية القصر، إلا أن غياب البنية التحتية والخدمات الأساسية يضعف فرص الاستقرار الدائم. وبين الوعود الحكومية، وتطلعات السكان، يبقى التحدي الأكبر هو توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة لمنع موجات نزوح جديدة.

مقالات ذات صلة