محاضرة في عفرين حول اضطراب التوحد: دعوة لكسر الوصمة وتعزيز الوعي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

في إطار الجهود المبذولة لرفع مستوى الوعي حول اضطراب التوحد وطرق التعامل مع الأطفال المصابين، نظم المشفى السوري التخصصي في عفرين محاضرة علمية بعنوان “فهم اضطراب التوحد… خطوة نحو التغيير”، قدّمها الدكتور عبدالحميد شيبان، المتخصص في الصحة النفسية والعلاج النفسي، بحضور عدد من الأهالي والمهتمين.

وأوضح الدكتور شيبان لـمنصة سوريا 24 أن الهدف من المحاضرة هو تسليط الضوء على التشخيص الصحيح للتوحد والتمييز بينه وبين اضطرابات أخرى مثل صعوبات التعلم أو فرط النشاط أو نقص الأوكسجين.

وأشار إلى أن الاكتشاف المبكر يساعد على تحسين فرص العلاج والتأهيل، مؤكدًا أن العملية العلاجية يجب أن تكون شاملة طبيًا ونفسيًا واجتماعيًا ومعرفيًا، مع التركيز على تنمية مهارات التواصل البصري واللغوي.

وجدد تأكيده أن نجاح الأطفال أكاديميًا ومهنيًا مرتبط بدرجة وعي الأسرة والمجتمع بدورهم في دعمهم، مشددًا على ضرورة ترسيخ ثقافة تقبّل الآخر ونبذ النظرة السلبية المرتبطة بالاضطرابات النفسية.

من جانبه، قال صابر عثمان، المسؤول الطبي في المشفى السوري التخصصي، إن “الندوة جاءت لإعادة تسليط الضوء على أطفال التوحد وطرح سؤال مهم: هل زالت وصمة العار أم ما زالت قائمة؟”.

وأضاف أن الوصمة لا تزال موجودة نتيجة صعوبة تعامل بعض الأهالي مع أطفالهم وعدم منحهم التقدير الكافي.

وأوضح أن أطفال التوحد قادرون على متابعة تعليمهم وإبراز مواهبهم في مجالات عدة كالرسم والعلوم إذا ما أُتيحت لهم الظروف المناسبة.

كما أشار إلى أن المشفى أطلق مبادرة لدعمهم وسيواصل العمل على إنشاء مراكز متخصصة قادرة على دمجهم في المدارس والمجتمع.

أما المهندسة مريم بريم، والدة طفل مصاب بطيف التوحد، فقد روت لـمنصة سوريا 24 تجربتها مع ابنها، مشيرة إلى أنها اكتشفت إصابته بعمر سنة ونصف في وقت لم تتوفر فيه مراكز أو أخصائيون.

وأوضحت أنها لجأت لمصادر عبر الإنترنت مما أثّر سلبًا على حالتها النفسية، لكنها تمكنت لاحقًا من إدخاله في جلسات علاجية ساعدته تدريجيًا حتى أصبح قادرًا على الكلام والتواصل البصري.

وأضافت أن ابنها، وهو الآن في الصف الثاني، يواجه صعوبة في مادة اللغة العربية رغم تفوقه في مواد أخرى، مؤكدة أن الصبر هو السلاح الأول للأمهات في مواجهة هذه التحديات.

من جهتها، قالت أريج سراج الدين لمنصة سوريا 24 إنها لاحظت أعراض التوحد على طفلها في عمر ثلاث سنوات وبدأت رحلة البحث عن العلاج والمعرفة.

وأشارت إلى أن الأطباء عرضوا عليها أدوية لكنها اكتفت بالأوميغا 3، مع الاعتماد على وسائل سلوكية وغذائية لتخفيف فرط النشاط، مؤكدة أنّ غياب المراكز المتخصصة وعدم قبول المدارس الحكومية والخاصة يمثلان أبرز التحديات التي تواجه الأهالي.

بدورها، أوضحت ديالا مصطفى، خريجة إرشاد نفسي، خلال حديثها لمنصة سوريا 24 أن مشاركتها في المحاضرة جاءت بدافع اهتمامها بمجال الاضطرابات النفسية ورغبتها في نشر التوعية.

وأكدت أن التعامل الصحيح مع الطفل منذ ظهور الأعراض المبكرة يسهم في تحسين نتائج العلاج لاحقًا، مشددة على أن التوعية تمثل حجر الأساس في مواجهة الوصمة الاجتماعية التي ترافق التوحد.

التوحد في سطور

يُعدّ اضطراب التوحد أحد الاضطرابات النمائية العصبية التي تظهر في السنوات الأولى من عمر الطفل، وتؤثر في قدرته على التواصل والتفاعل الاجتماعي.

وتؤكد الدراسات أن التشخيص المبكر والتدخل السلوكي والتعليمي المناسب يسهمان في تحسين مهارات الطفل وفرص اندماجه. ورغم الصعوبات التي يفرضها هذا الاضطراب على الأسر، إلا أن الدعم الأسري والمجتمعي يشكلان حجر الزاوية في تمكين هؤلاء الأطفال من أن يكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع.

مقالات ذات صلة