خريطة طريق جديدة للسويداء: نحو معالجة سياسية وإنسانية شاملة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

أكد الوزير الأردني السابق بسام العموش، في حديث لمنصة “سوريا 24“، أهمية الاتفاق الثلاثي “الأردني – الأميركي – السوري” بخصوص محافظة السويداء جنوب سوريا، مشيراً إلى أن للأردن “مصلحة في استقرار السويداء لأنها على حدوده”.

أمر استراتيجي تريده سوريا والأردن

وقال العموش: “إن الاتفاق الثلاثي بين سوريا والأردن وأميركا اتفاق جيد، لأنه يحافظ على وحدة الأرض السورية، وهذا أمر استراتيجي تريده الدولة السورية، ويريده المخلصون من أهل السويداء، ويريده الأردن”.

ورأى أن وجود الأميركيين مهم، لأنهم “الذين يأمرون إسرائيل بالكف عن محاولات تقسيم سوريا والعبث بها عبر المكونات الاجتماعية والعرقية والطائفية”، وفق تعبيره.

وأضاف: “أما أولئك الذين جلسوا في حضن إسرائيل، فهم لا يعبّرون عن أبناء السويداء. وحتى تقطع الحكومة السورية الطريق عليهم، جاء هذا الاتفاق ليلبّي مطالب أهل السويداء بمحاسبة المتجاوزين، فهذا عمل الدولة تجاه شعبها”.

وختم قائلاً: “الأردن له مصلحة في استقرار السويداء لأنها على حدوده، ولهذا هو داعم للدولة السورية سياسياً وإغاثياً لأهل السويداء”.

إعلان الاتفاق

وشهدت العاصمة السورية دمشق، أمس الثلاثاء، إعلان اتفاق جديد بخصوص محافظة السويداء، برعاية أردنية – أميركية، وبالتنسيق مع الحكومة السورية، حيث تم التوقيع على خريطة طريق تتضمن سبع خطوات عملية تهدف إلى معالجة الأوضاع الإنسانية والسياسية والأمنية في المحافظة، التي عانت من اضطرابات وأحداث دامية خلال الأشهر الماضية.

وخلال مؤتمر صحفي جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، بنظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك، جرى التأكيد على أن الخطة الجديدة ترتكز على محاسبة كل من اعتدى على المدنيين وممتلكاتهم، وذلك بالتنسيق الكامل مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي. كما تشمل الخطة ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية من دون انقطاع، وتعويض المتضررين، وترميم القرى والبلدات المتضررة، وتسهيل عودة النازحين.

سبع خطوات عملية

الخريطة المعلنة نصّت كذلك على إعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية، ونشر قوات محلية تابعة لوزارة الداخلية السورية لحماية الطرق وتأمين حركة المواطنين والتجارة. كما تطرقت إلى قضية المفقودين، حيث نصّت على كشف مصيرهم، إضافة إلى إعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم من جميع الأطراف، وإطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء السويداء بجميع مكوناتهم الاجتماعية.

الموقف الأردني

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي شدد خلال المؤتمر على أن بلاده ملتزمة بدعم عملية المصالحة التي تحدّث عنها نظيره السوري، على أسس تحفظ أمن سوريا ووحدتها وسيادتها، فضلاً عن أمن جميع أبناء المنطقة في الجنوب السوري.

وأكد الصفدي رفض بلاده لأي تدخل خارجي في الشأن السوري، خصوصاً في الجنوب، معتبراً أن ذلك يشكل تهديداً مباشراً للأمن الأردني. كما جدّد رفض عمّان للاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، واصفاً إياها بأنها محاولات “فتنوية” تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.

أهمية الاتفاق

ويشكّل الاتفاق خطوة مهمة على مسار إعادة الاستقرار للسويداء، بما يحمله من رسائل تتعلق بوحدة سوريا ورفض أي مشاريع للتقسيم، فضلاً عن تعزيز الدور الأردني – الأميركي في دعم جهود التهدئة.

كما يفتح الاتفاق الباب أمام معالجة شاملة تتضمن المساءلة والعدالة الانتقالية، وإعادة الخدمات والنازحين، وإطلاق مسار مصالحة محلية، وهو ما قد يسهم في إعادة بناء الثقة بين الدولة وأهالي المحافظة.

اتفاق يصب في صلب الاستراتيجيتين الدولية والسورية

من جهته، قال المحلل السياسي حمد شهاب الطلاع في حديث لمنصة “سوريا 24“: “من تابع سياسات المجتمع الدولي، وعلى رأسه القوى العالمية التي لها مصالح استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط منذ سقوط نظام الأسد، يدرك أن هناك رؤية دولية واستراتيجية تهدف إلى أن تستعيد دول المنطقة مؤسساتها وتستعيد صلابة هذه المؤسسات في إدارة الدول، بعد أن قامت الميليشيات بتقويض هذه المؤسسات والسيطرة على مقدرات المنطقة الاقتصادية، وكذلك الهيمنة على القرار السياسي لدول المنطقة”.

وأضاف: “اليوم هناك منظور آخر، وهو أن يقوم أبناء المحافظات بالاشتراك فعلياً في إدارة الدولة الجديدة وفي تصدّر قيادة مؤسساتها. وما جرى من اتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية والأردن وسوريا فيما يتعلق بالوضع في السويداء، يصب في صلب الاستراتيجيتين الدولية والسورية للعهد الجديد، وبالتالي يتم استعادة عمل المؤسسات في المحافظة بقيادة أبنائها الوطنيين غير المرتبطين بالخارج، بحيث تكون هذه المؤسسات جزءاً من إدارة الدولة بشكل عام”.

وأشار إلى أن هذا ما كان واضحاً في الاتفاق، إذ يستند إلى أن تستعيد الدولة السورية عافيتها، وتوحّد أراضيها ومجتمعها، وتشرك جميع فئات المجتمع في إدارة مؤسسات هذه الدولة، وفق تعبيره.

امتداد لمباحثات سابقة

ويُعد هذا الاجتماع امتداداً لمباحثات عمّان التي أُجريت في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس الماضيين، والتي ركزت على تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، ووضع أسس عملية لمعالجة الأوضاع السياسية والإنسانية هناك.

مقالات ذات صلة