في حي الزاهرة التابع لمنطقة الميدان في دمشق، أطلق مجموعة من أبناء الحي لجنة أهلية هدفها البحث عن مشكلات الحي وإيجاد حلول عملية لها بإمكانات متواضعة، لكن بجهود جماعية تركت أثرًا كبيرًا.
الدكتور إياد هاشم، طبيب أسنان عاد مؤخرًا من هولندا ويعمل أيضًا في مجال التجارة، يقول لسوريا 24 إن “الهدف الأول من هذه المبادرات هو تشجيع الناس على تحويل ثقافة التذمر إلى ثقافة عمل، عبر حلول بسيطة يمكن لكل إنسان سوري القيام بها والبدء من الفرد لإصلاح المجتمع”.
يضيف، “البداية كانت مع تفعيل الآبار المنتشرة في الزاهرة لتأمين المياه للأهالي، قبل أن تنتقل الجهود إلى إصلاح وترميم المدارس. وكانت مدرسة محمد الأشمر أول محطة، حيث لفت انتباه اللجنة وضع الباحة المليئة بالأوساخ، وسوء حالة الحمامات والحنفيات، إضافة إلى الخزانات الفارغة”.
عقب ذلك، اجتمع أعضاء اللجنة وقرروا إطلاق حملة تبرعات من أبناء الحي ومعارفهم. نجحوا بجمع نحو خمسة ملايين ليرة سورية في المرحلة الأولى، إلى جانب مساهمات عينية مثل مواد الخشب والدهان، وأعمال صيانة تطوعية. كما تبرع أحد الأهالي بتركيب لوحين للطاقة الشمسية لدعم المدرسة بالكهرباء.
وفي مدرسة المعتصم الابتدائية بالزاهرة القديمة، تمكنت اللجنة بفضل تبرعات الأهالي والمتطوعين من إصلاح وتجديد أكثر من خمسين مقعدًا دراسيًا، في خطوة رحب بها الطلاب والمعلمون على حد سواء.
يؤكد الدكتور هاشم أن هذه المبادرات تعتمد على إمكانيات بسيطة جدًا، لكنها “تترك أثرًا كبيرًا بفضل تعاون الأهالي وإصرارهم على التغيير”. ويختم بالقول: “ما نقوم به يمكن لأي سوري أن يفعله، والأمل أن تنتشر مثل هذه المبادرات لتعم الفائدة”.
مبادرات صغيرة كهذه قد تكون الشرارة لبناء أوسع، يساهم فيه الجميع من أجل مستقبل أفضل للأحياء وطلابها في دمشق وسوريا عمومًا. إذ أثبتت مبادرة لجنة حي الزاهرة أن التغيير لا يحتاج إلى إمكانات ضخمة بقدر ما يحتاج إلى إرادة صادقة وروح تعاون، ويمكن بالجهود الفردية والمجتمعية إحياء المدارس، تحسين البيئة التعليمية، والأهم زرع ثقافة المشاركة والعمل الجماعي.