حي الحويقة أول منطقة خالية من الركام في دير الزور

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

أعلن مجلس مدينة دير الزور الانتهاء من أعمال إزالة الركام وفتح الشوارع الرئيسية والفرعية في حي الحويقة، ليصبح أول حي يُعلن خاليًا من الأنقاض بعد سنوات طويلة من المعارك التي حولت معظم أحياء المدينة إلى أنقاض.

وتم تنفيذ هذه الأعمال بجهود مشتركة بين مجلس المدينة ومديرية الخدمات والدفاع المدني، حيث جرى العمل على مدى أسابيع بوتيرة متسارعة بهدف إعادة الحي إلى الخدمة، بما يسهم في تسهيل حركة السكان، وتحسين بيئة الخدمات، وتشجيع الأهالي على العودة.

خلفية عن حي الحويقة

يُعد حي الحويقة من الأحياء المهمة في مدينة دير الزور، وقد شكّل خلال سنوات الحرب خط تماس رئيسيًا بين أطراف النزاع.

ويؤكد جاسم الكاظم، مسؤول الإعلام في بلدية دير الزور في حديث لمنصة سوريا 24، أنّ معارك ضارية دارت في الحي أسفرت عن ارتقاء أكثر من 100 شخص، ما جعله من أكثر المناطق تضررًا.

ورغم حجم الدمار الكبير، تقرر البدء بهذا الحي تحديدًا في إطار خطة شاملة لإعادة تأهيل المدينة، وذلك لاعتبارات عملية تتعلق بخلو الحي من مخلفات الحرب وفق تقارير الهندسة العسكرية.

وقد ساهم إعلان الحويقة خاليًا من الأنقاض في بث رسائل طمأنة للأهالي وتشجيعهم على العودة وترميم منازلهم، حسب الكاظم.

دور المنظمات الدولية

ولم يكن العمل محليًا فقط، بحسب الكاظم، بل أسهمت منظمة الأمم المتحدة للتنمية (UNDP) في عمليات رفع الأنقاض عبر مشاريع عدة. فبعد إنجازها أعمالًا في أحياء الشيخ ياسين والحميدية والعمال والمطار القديم، أزالت نحو 2250 طنًا من الركام.

وتستعد المنظمة لتنفيذ مشروع أكبر يتضمن رفع ما يقارب 75 ألف طن من الأنقاض في بقية الأحياء، وفق وعود بانتظار التنفيذ.

الكاظم شدّد كذلك على أنّ لا خصوصية لحي دون آخر، فجميع الأحياء تحتاج إلى نفس الجهود، لكن الأولويات تحددها التقارير الفنية المتعلقة بالسلامة وخلو الأحياء من مخلفات الحرب.

صدمة الدمار وتكاليف الإعمار

من جانبه، أوضح مالك عبيد، أحد أبناء المدينة في حديث لمنصة سوريا 24، أنّ دير الزور تضم 27 حيًا سكنيًا، تعرض 24 منها لتدمير واسع النطاق، ولم يبقَ سوى ثلاثة أحياء قابلة للسكن.

وأضاف أنّ الأهالي الذين عادوا بعد التحرير وجدوا مدينتهم مدمرة بالكامل، وهو ما شكل صدمة كبيرة انعكست حتى على اللاجئين في بلدان الاغتراب الذين فضّل كثير منهم تأجيل عودتهم.

وأشار عبيد إلى أنّ إزالة الركام تتطلب تكاليف ضخمة تصل إلى نحو 100 مليون دولار، ما يجعل إعادة الإعمار مسؤولية تتجاوز الجهود المحلية لتشمل دعمًا إقليميًا ودوليًا.

عودة تدريجية وبنية تحتية قيد الإصلاح

يؤكد مجلس المدينة أنّ المرحلة اللاحقة بعد إزالة الركام ستتركز على إعادة مد شبكات المياه والصرف الصحي، وإصلاح شبكة الكهرباء، وإنارة الشوارع، وصيانة المرافق العامة.

ويجري في الوقت نفسه تنظيم حملات دورية لإزالة الأنقاض من أمام المنازل التي بدأ الأهالي بترميمها.

وتشير التقديرات الأولية إلى أنّ نسبة العائدين إلى حي الحويقة ما زالت محدودة مقارنة بعدد سكانه قبل الحرب، وذلك بسبب نسبة عالية من المنازل المدمرة أو المتضررة التي تتطلب ترميمًا أو إعادة بناء كاملة. ومع ذلك، فإن إعلان الحي خاليًا من الركام يُعد خطوة أساسية في طريق عودة الحياة إلى دير الزور.

أمل في انطلاقة جديدة

ويشدد سكان محليون على أنّ ما جرى في الحويقة قد يشكّل نموذجًا يمكن تطبيقه في بقية أحياء المدينة، حيث يُتوقع أن يؤدي العمل المنظم بين السلطات المحلية والمنظمات الدولية إلى تسريع وتيرة إعادة الإعمار.

ورغم التحديات، فإن عودة العشرات من الأهالي وترميم منازلهم تعكس رغبة سكان دير الزور في استعادة مدينتهم المنكوبة والبدء بمرحلة جديدة من التعافي.

مقالات ذات صلة