حماية آثار منبج… جهود لتأسيس متحف محلي يجمع التراث

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تعمل مديرية الآثار في مدينة منبج شرقي حلب على جمع المقتنيات الأثرية المتناثرة في أحياء المدينة وضواحيها، تمهيداً لإيداعها في الحمام العثماني الواقع وسط السوق الشعبي، والذي جرى تخصيصه ليكون نواة لمتحف محلي يعكس تاريخ المنطقة العريق والمتنوع.

مدير مكتب آثار منبج، موسى الشبلي، أوضح في حديثه لـ”سوريا 24” أن المكتب ومنذ افتتاحه في 10 أيار من هذا العام بدأ بجمع القطع الأثرية ونقلها إلى الحمام العثماني بالتنسيق مع بلدية منبج وإدارة المنطقة، مشيراً إلى أن المديرية استلمت حتى الآن عدداً من المنحوتات والقطع الحجرية، من بينها مجسم لنسر يعود للفترة الرومانية، إضافة إلى مقتنيات أخرى سلّمها الأهالي بمبادرات شخصية. وأضاف الشبلي أن الهدف من هذه الجهود هو “إنشاء متحف محلي يعرّف الأجيال الجديدة على تراث مدينتهم ويحافظ على المقتنيات من العبث والتلف”.

المبادرات الفردية شكّلت عاملاً أساسياً في دعم هذا المسعى. إذ يروي إبراهيم الجعبري، أحد سكان المدينة والعامل في مجال الحفريات، لـ”سوريا 24” أنه بحكم عمله بالآليات الثقيلة عثر سابقاً على أكثر من قطعة أثرية، وقام بتسليمها للمديرية، مضيفاً أنه سلّم مؤخراً نصف تمثال عثر عليه خلال عمله. ويؤكد الجعبري أن “هذا التراث ملك للجميع، وتسليمه للجهات المختصة واجب علينا”.

ورغم التقدم الملحوظ، تواجه مديرية الآثار في منبج جملة من التحديات أبرزها ضعف الإمكانيات المادية واللوجستية، فضلاً عن صعوبة الوصول إلى بعض المواقع التي يُرجح أنها تضم مقتنيات أثرية. ومع ذلك، يواصل العاملون في المكتب مهامهم بالتعاون مع الأهالي، مؤكدين أن الحفاظ على التراث مسؤولية مشتركة تتطلب تكاتف الجهود الرسمية والمجتمعية معاً.

ويأمل القائمون على هذه المبادرة أن يتحول الحمام العثماني في قلب السوق الشعبي إلى متحف مفتوح يعكس تاريخ منبج للأجيال المقبلة، ويعزز الوعي بأهمية صون الموروث الثقافي كجزء من الهوية الوطنية والذاكرة الجماعية للمدينة.

مقالات ذات صلة