تواصل فرق الدفاع المدني السوري إخماد حريق واسع اندلع في أحراج قريتي حب نمرة وقرب علي على الحدود بين حمص وطرطوس، حيث امتدت النيران على مساحات كبيرة في غابات كثيفة، وسط تحديات تفرضها التضاريس الوعرة وهبوب رياح شرقية جافة ساهمت في تسريع انتشار اللهب.
تفاصيل الموقف الميداني
قال ربيع جندية، مدير مديرية الدفاع المدني في محافظة حمص، في حديث لمنصة سوريا 24، إن الفرق المشتركة نجحت بعد ساعات من العمل المتواصل في وقف تمدد النيران باتجاه المنازل السكنية في قرية حب نمرة، وهو ما يُعد إنجازاً مهماً يحمي حياة المدنيين وممتلكاتهم.
وأضاف جندية أن العمليات لا تزال جارية في أحراج قرية قرب علي، حيث ما تزال بؤر نارية مشتعلة في مناطق وعرة ومنحدرة يصعب الوصول إليها.
وأوضح أن الاستراتيجية الحالية تركز على عزل البؤر النشطة لوقف تمدد الحريق، مشيراً إلى أن ضيق الطرق وضعف البنية التحتية الجبلية يحدان من استخدام الآليات.
وأكد أن التنسيق مستمر مع محافظة طرطوس لتوفير دعم إضافي من فرق الإطفاء والآليات، خاصة أن الحريق يمتد على خط تماس بين المحافظتين.
خلفية الحريق وسبب محتمل
من جهته، أفاد عبد الله علي أحمد، أحد أهالي ريف طرطوس المطل على منطقة الحريق، أن النيران اندلعت لأول مرة صباح يوم السبت الماضي، وأن بلاغاً رسمياً قُدّم فوراً للجهات المعنية، لكن صعوبة الوصول بسبب وعورة الطرق أخّرت الاستجابة الأولية.
ورجّح أحمد في حديث لمنصة سوريا 24 أن الحريق بدأ من مكب نفايات يتبع لبلدية حب نمرة أو قرب علي.
وأوضح أن النيران اندلعت في المكب منذ حوالي أربعة أيام، لكنها بقيت محدودة حتى صباح اليوم الثلاثاء، حين تحولت إلى كارثة بيئية واسعة بسبب تغيّر الظروف الجوية.
وقال أحمد إن هبات نشطة من رياح شرقية جافة ساعدت على انتشار النار بسرعة كبيرة باتجاه الغرب، لتغطي مساحة تجاوزت 200 دونم من الأحراش الكثيفة.
ولفت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يندلع فيها حريق في المنطقة بسبب مكبات النفايات، مشيراً إلى حوادث مشابهة وقعت في السنوات الماضية.
ودعا أحمد الجهات الرسمية إلى فتح تحقيق فوري وشفاف في ملابسات الحريق، وتحديد ما إذا كان ناتجاً عن إهمال في إدارة المكبات أو عن حرق عشوائي غير مراقب، مطالباً بإجراءات وقائية عاجلة لمنع تكرار مثل هذه الحرائق مستقبلاً، خصوصاً في مواسم الجفاف ونشاط الرياح.
الوضع الحالي والإجراءات المتخذة
ورغم التحديات، تواصل فرق الإطفاء العمل على الأرض بدعم من الأهالي الذين يشاركون في جهود الإخماد باستخدام أدوات بدائية، فيما يتم التنسيق لتأمين دعم جوي محتمل عبر طوافات إطفاء إذا سمحت الظروف الجوية بذلك.
كما يجري تنسيق يومي بين محافظتي حمص وطرطوس لتبادل المعلومات وتأمين الدعم اللوجستي، حيث تُنقل فرق إضافية وآليات إطفاء من مناطق مجاورة لتعزيز الجهد الميداني.
ويتم العمل كذلك على فتح طرق مؤقتة لتسهيل وصول الصهاريج وسيارات الإطفاء إلى المناطق الأكثر خطورة. وبينما تستمر عمليات الإطفاء، يطالب الأهالي بتحقيق عاجل وإجراءات وقائية تحول دون تكرار هذه الحرائق.