انطلقت فعاليات بعثة أيلول الطبية التابعة لمنظمة “سامز” (الجمعية الطبية السورية الأمريكية)، عبر سلسلة محاضرات وورشات تدريبية موجهة إلى الأطباء المقيمين وطلاب كليات الطب في عدد من المحافظات السورية، من بينها دمشق، حلب، إدلب، حمص، حماة، ودير الزور.
كانت البداية من جامعة حلب، حيث أُلقيت محاضرة علمية نوعية في قاعة “ابن البيطار”، التي جرى ترميمها مؤخرًا بدعم من “سامز”. قدّم المحاضرة الدكتور مازن نجار، اختصاصي الأمراض الداخلية والانتانية القادم من الولايات المتحدة الأمريكية، وركّز خلالها على الاستخدام الأمثل للأدوية، وأحدث طرق علاج الأمراض الانتانية، إلى جانب آليات تقليل الآثار الجانبية للعلاج، وذلك بهدف نقل أحدث الخبرات العملية إلى الطلاب ودعم مسيرة التعليم الطبي المستمر.
الطالبة شيتراز الصالح، في السنة الخامسة بكلية الطب البشري، تحدّثت عن تجربتها لـ SY24، قائلة:
“اطّلعنا خلال المحاضرة على الأمراض الشائعة وطرق التعامل معها بشكل عملي يفيدنا في دراستنا وحياتنا اليومية. الدكتور مازن قدّم لنا عصارة خبرته من أمريكا، ونأمل أن تتكرّر مثل هذه اللقاءات التي تثري معارفنا وتفتح لنا آفاقًا جديدة”.
تدريبات تخصصية
من جانبه، أوضح الدكتور باسل الأتاسي، رئيس بعثة أيلول واختصاصي الأورام القادم من الولايات المتحدة الأمريكية، في حديث خاص لمنصة سوريا 24، أن الهدف الأساسي من البرنامج هو رفع كفاءة الأطباء الشباب في سوريا عبر تدريبات متخصصة تغطي مجالات متعددة، أبرزها:
الأورام: سرطان الثدي من التشخيص إلى العلاج، استخدام لجان الأورام متعددة التخصصات لتسريع الوصول إلى الرعاية، التدريب على التصوير الشعاعي والموجات فوق الصوتية، إضافة إلى تقنيات الخزع وتشخيص سرطانات الدرق.
الأمراض الداخلية: ترشيد استخدام المضادات الحيوية في المستشفيات، مكافحة العدوى، تدبير السكري من النمطين الأول والثاني، ومعالجة السعال المزمن عند الأطفال.
أمراض القلب والأعصاب: تدريبات عملية على الإيكو عبر المريء، التعرّف على منظمات ضربات القلب، مراجعة اضطرابات الأعصاب والعضلات، وتشخيص الأمراض العصبية عند الأطفال.
وأضاف الدكتور الأتاسي: “إن هذه البعثة لا تقتصر على الجانب العلمي فقط، بل تحمل رسالة إنسانية أيضًا، فهي تسعى إلى إعادة بناء الثقة بالقطاع الطبي السوري ودعم جيل جديد من الأطباء قادر على مواكبة التطورات العالمية. نريد أن نمنح طلابنا الفرصة للتعلّم بأعلى المستويات رغم الظروف الصعبة التي يمر بها بلدهم”.
امتداد النشاطات
وأكّد الأتاسي أن هذه النشاطات ستتواصل في الأيام المقبلة لتشمل عدة محافظات سورية، بما يسهم في تطوير التعليم الطبي ورفع مستوى الخدمات الصحية في مختلف المناطق، مشدّدًا على أن استمرارية هذه المبادرات ضرورية لمواكبة التحديات الصحية المتزايدة في البلاد.
