تعاني مدينة القامشلي في الآونة الأخيرة ضغطًا مروريًا متزايدًا نتيجة الارتفاع الكبير في أعداد السيارات داخل المدينة، الأمر الذي انعكس سلبًا على الحياة اليومية للسكان وعلى البيئة والصحة العامة. ويعبّر الأهالي عن قلقهم من غياب التنظيم المروري وتزايد الفوضى في الشوارع، مطالبين بحلول عاجلة تحدّ من الاختناق وتُعيد للمدينة بعضًا من انسيابيتها وهدوئها.
جابر أبو وليد قال لمنصة “سوريا 24” إن حركة السير داخل القامشلي لم تَعُد محتملة، فالشوارع الصغيرة لم تُصمَّم لتحمّل هذا الكم من السيارات، وأصبح من الصعب إيجاد موقف حتى في الأحياء السكنية الهادئة. وأضاف أن غياب إشارات المرور والتنظيم الواضح أدّى إلى فوضى مرورية دائمة، حيث تُركن السيارات على الأرصفة وفي منتصف الطرق، ما يُعيق حركة المشاة ويزيد من الاختناقات. وأكّد أن الوضع لم يتوقف عند حدود الازدحام، بل تسبّب بتلوّث هوائي واضح نتيجة عوادم السيارات، فيما شهدت المدينة خلال العام الماضي عددًا كبيرًا من الحوادث المميتة بسبب السرعة وضيق الشوارع.
من جانبه، أوضح محمد أمين لـ”سوريا 24″ أن أعداد السيارات الوافدة إلى القامشلي تزداد يومًا بعد يوم، سواء من القرى المحيطة أو من مدن أخرى، فضلًا عن دخول سيارات أوروبية مستوردة، وهو ما فاقم الأزمة. وأشار إلى أن حتى الشوارع الرئيسية باتت تعاني ازدحامًا متواصلًا، خصوصًا في أوقات الذروة، لدرجة أن حركة السير تتوقف بالكامل أحيانًا. وأضاف أن انبعاثات العوادم أثّرت بشكل مباشر على الصحة العامة، حيث يتسرّب الدخان إلى المنازل ويجعل الحياة داخل البيوت أشبه بالعيش في قلب الشوارع، الأمر الذي انعكس بشكل أكبر على كبار السن والأطفال الذين يعانون مشاكل تنفّسية متزايدة.
ويؤكد عدد من السكان أن الازدحام المروري لم يَعُد مجرد مشكلة تنقّل، بل تحوّل إلى أزمة شاملة تطال الصحة العامة، والبيئة، والأمان الشخصي، حيث تزايدت معدّلات الحوادث بشكل لافت خلال الأشهر الماضية. كما أشاروا إلى أن المدينة، ببنيتها التحتية المحدودة وشوارعها الضيّقة، لم تَعُد قادرة على استيعاب هذا الكم من السيارات دون خطط تنظيمية واضحة.
وشدّد الأهالي على ضرورة وضع حلول جذرية، سواء عبر تنظيم حركة السير، أو تحديد أعداد السيارات المسموح بدخولها، أو إنشاء مواقف عامة وكراجات حديثة، إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية لتتماشى مع الواقع الجديد الذي تشهده القامشلي. كما دعوا الجهات المسؤولة إلى اتخاذ خطوات عملية وسريعة قبل أن تتحوّل الأزمة إلى عبء أكبر يهدّد استقرار الحياة اليومية في المدينة.