تعيش بلدة الهامة التابعة لمنطقة قدسيا في الغوطة الغربية واقعًا خدميًا معقدًا يجمع بين بعض الإنجازات التي تحققت بعد التحرير واستمرار أزمات متفاقمة في قطاعات أساسية مثل الكهرباء، والطرقات، والنظافة، والاتصالات. ورغم أن وضعها أفضل نسبيًا من بعض البلدات المدمرة في محيطها، فإن التحديات اليومية ما تزال تثقل كاهل السكان.
وفي هذا السياق، قال أحمد العز من إدارة منطقة قدسيا لمنصة “سوريا 24” إن البلدة كانت من أوائل المناطق المشاركة في الثورة، وشهدت معارك أدت إلى تهجير قسم من سكانها، لكن مبانيها لم تتعرض لدمار واسع. ومع نزوح آلاف العائلات من مناطق الغوطة الشرقية والغربية، ارتفعت الكثافة السكانية بشكل حاد، ما أدى إلى ضغط شديد على الخدمات التي لم تعد قادرة على تلبية احتياجات الأهالي.
وبيّن العز أن الوضع الخدمي يُعد مقبولًا نسبيًا مقارنة بمناطق أخرى ما زالت بحاجة إلى ترحيل أنقاض أو تفتقر إلى مدارس، غير أن تطلع الأهالي إلى تحسينات ملموسة يشكل ضغطًا إضافيًا على المسؤولين ومزودي الخدمة. وأكد أن هناك وعودًا بتنفيذ مشاريع تزفيت للطرقات ستسهم – في حال إنجازها – في تحسين الواقع.
أما بخصوص ملف النظافة، فقد أوضح أن نقله من مديرية النظافة إلى البلديات منذ مطلع الشهر التاسع تم من دون دعم مالي أو تنظيمي، ما انعكس سلبًا على الواقع الخدمي. وأشار إلى أن الحاجة اليومية لخمس رحلات ترحيل لا يقابلها سوى رحلتين حاليًا بسبب ضعف الإمكانيات.
وانتقل العز إلى الحديث عن الاتصالات، حيث لفت إلى أن المنطقة تعاني من أعطال متكررة في المقسم الرئيسي، الأمر الذي يؤدي إلى بطء الخدمة وتأخر الصيانة. كما تطرق إلى الكهرباء والمياه، موضحًا أن الأولى تعاني من أعطال متزايدة خصوصًا في الشتاء، في حين شهدت الثانية تحسنًا نسبيًا بفضل تركيب مضخة جديدة بالتعاون بين الإدارة والناشطين المحليين، ما وفر المياه لنحو 5000 نسمة.
في المقابل، استعرض العز عددًا من الإنجازات بعد التحرير، أبرزها توسيع جسر الوادي عبر بناء جسرين للمشاة، وترميم ثلاث مدارس بشكل متفاوت وتجديد مقاعدها، فضلًا عن تعريض أحد الطرق في منطقة الخابوري ونقل أعمدة كهرباء كانت تعيق الحركة منذ عشرات السنين.
وبالتوازي مع تصريحات المسؤولين، عبّر السكان عن معاناتهم اليومية. فقد أكد أبو محمد من أهالي المنطقة لـ”سوريا 24” أن الطرقات رديئة البناء ولا تتحمل مرور الآليات الثقيلة، ما يؤدي إلى ازدحامات مرورية وتأخيرات طويلة. بينما قال أبو موسى لـ”سوريا 24″ إن الواقع الخدمي “سيئ للغاية”، مشيرًا إلى تدهور الطرقات وانتشار الكلاب الضالة والقوارض في الشوارع، في حين يبقى وضع الكهرباء ضعيفًا مثل باقي مناطق الريف، مع اعتماد بعض الأهالي على الطاقة الشمسية، مقابل تحسن نسبي في المياه.
وختم العز تصريحه بالتشديد على أن الجهود تُبذل لتحسين واقع الخدمات ضمن الإمكانيات المتاحة، معربًا عن أمله في أن ينعكس تحسن الوضع المادي للمحافظة إيجابًا على بلدة الهامة، بما يرفع من مستوى الكهرباء، والطرقات، والنظافة، وباقي الخدمات العامة.