في مدينة رميلان التابعة لمحافظة الحسكة، حيث تنبع الأحلام البسيطة من البيوت، اختارت جوليان، الفتاة ذات الـ17 عامًا وطالبة البكالوريا، أن تمضي بخطوات واثقة نحو مستقبل تصنعه بيديها. لم تنتظر الظروف أن تمنحها الفرص، بل خلقت لنفسها فرصة حقيقية انطلقت من مطبخ منزلها.
منذ طفولتها، كانت جوليان تجد متعتها في قضاء الساعات الطويلة داخل المطبخ، تجرب وصفات جديدة وتبحث عن لمستها الخاصة في صناعة المعجنات، خصوصًا المناقيش والبيتزا والميني بيتزا. ومع مرور السنوات، لم يبقَ ذلك مجرد هواية، بل تحول إلى مهارة نضجت مع الوقت، حتى أيقنت أنها قادرة على تحويل شغفها إلى مصدر رزق.
تتحدث جوليان عن بداية رحلتها قائلة: “قررت من فترة أن أبدأ مشروعي الخاص من البيت. أنشأت صفحة على إنستغرام وبدأت أنشر صور المعجنات التي أعدّها. لاقى عملي إعجابًا كبيرًا وتفاعلاً ملحوظًا، وسرعان ما بدأت الطلبات تتوالى. عندها تحول حبي للمعجنات من مجرد هواية إلى عمل أعيشه بكل شغف.”
اليوم، تعمل جوليان من مطبخها المنزلي، وتحرص على تقديم منتجات مميزة تجمع بين الطعم الشهي والشكل الأنيق والجودة العالية. وهي ترى في كل رغيف وكل قطعة بيتزا قصة تعب وحلم يتجسد.
أما عن طموحها، فتقول جوليان: “أطمح في المستقبل أن أفتتح محلاً أو مطعمًا خاصًا بي، أقدّم فيه مختلف أنواع المعجنات التي أتقنها، ويكون مكانًا يلتقي فيه الناس على حب الأكل الطيب ونكهة خاصة من صنع يدي.”
قصة جوليان تعكس مثالًا حيًّا لقوة الشغف والإصرار؛ فبرغم صغر سنها، استطاعت أن تبدأ من فكرة بسيطة وتحوّلها إلى مشروع ناجح يحظى بدعم الناس وتشجيعهم. وهي بذلك تؤكد أن النجاح لا ينتظر عمرًا أو ظروفًا مثالية، بل يحتاج فقط إلى إيمان بالحلم والعمل المستمر لتحقيقه.
