على بعد عشرات الكيلومترات من أقرب مستشفى، يعيش سكان الريف الجنوبي لمحافظة القنيطرة في عزلة صحية خانقة تهدد حياتهم يومياً، حيث تفتقر المنطقة إلى أي مركز صحي أو نقطة طبية قادرة على تقديم الإسعافات الأولية أو التدخل السريع في حالات الطوارئ.
المعاناة تتضاعف مع غياب سيارات الإسعاف، إذ يضطر الأهالي إلى قطع نحو 50 كيلومتراً للوصول إلى مستشفى الجولان في مدينة القنيطرة، وهو المستشفى الوحيد في المحافظة. يقول أبو خالد، من بلدة صيد الجولان: “المسافة الطويلة عائق كبير، أحياناً ننقل المرضى على دراجة نارية لعدم توفر سيارات، وهو خطر يهدد حياتهم”.
حتى عند الوصول إلى مستشفى الجولان، لا تنتهي المعاناة. المستشفى يعاني من نقص حاد في التجهيزات الطبية، أبرزها جهاز التصوير الطبقي المحوري (CT) الذي يتعرض لأعطال متكررة. يوضح الإعلامي نور الحسن من القنيطرة: “الجهاز بالكاد يعمل، ما يضطر المرضى للانتظار طويلاً أو السفر خارج المحافظة للحصول على تشخيص دقيق”.
المعاناة اليومية تفرض على بعض المرضى اللجوء لوسائل بدائية. أحد الأهالي يروي أن والدته احتاجت جلسة غسيل كلى ولم يجد مكاناً مجهزاً في المنطقة، فاضطر لنقلها على دراجته النارية إلى مشفى في درعا، لأن تكلفة استئجار سيارة خاصة تجاوزت 200 دولار، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم الأسر.
أسباب تدهور الوضع الصحي في المنطقة
ويرى ناشطون محليون أن غياب الدعم الحكومي وتراجع دور المنظمات الإنسانية بعد سنوات من الحرب، فاقما الأزمة الصحية في هذه المناطق النائية، تاركين السكان في مواجهة مصيرهم دون حد أدنى من الرعاية الطبية.
ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ حياة الأهالي
تعتبر أزمة الرعاية الصحية في الريف الجنوبي لمحافظة القنيطرة إحدى أبرز ملامح المعاناة اليومية التي يواجهها الأهالي. مع غياب المستشفيات والنقاط الطبية المتوفرة، وندرة الأجهزة الطبية الحديثة، يبقى السكان عرضة لمخاطر كبيرة، خاصة في حالات الطوارئ.
ولابد من تحرك عاجل من قبل الجهات المعنية لإيجاد حلول فعالة لهذه المشكلة، من خلال توفير مراكز صحية مجهزة بتجهيزات طبية حديثة، وتوسيع شبكة النقل الطبي، لضمان وصول الرعاية الصحية إلى جميع المواطنين في هذه المنطقة النائية.