ريف طرطوس: ديون متراكمة ومساعدات غائبة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24 - أحمد زكريا

يعيش سكان عشرات القرى في ريف طرطوس واقعاً إنسانياً متردّياً، حيث يعتمد أغلبهم على الديون لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم اليومية، في ظل غياب شبه تام للمساعدات الإنسانية، وانهيار مصادر الدخل، وتفاقم الأزمات الخدمية والمعيشية.

ويشكو السكان، حسب ما تحدثوا لمنصة سوريا 24، من سوء توزيع المساعدات، إذ يحصل العائدون حديثاً من الخارج – خصوصاً من تركيا ولبنان – على دعم غذائي ومادي، بينما تُهمَل العائلات التي بقيت في قراها طوال سنوات الأزمة، رغم حاجتها الماسّة.

إهمال لعائلات قرية المتراس

وفي قرية “المتراس” بريف طرطوس، يقول المواطن عبد الله أحمد في حديث لمنصة سوريا 24: “سجلتُ عدة مرات لدى المنظمات بأن لديّ حالة إعاقة في أسرتي، لكن دون أي استجابة. في المقابل، كل من عاد من خارج القرية – سواء من تركيا أو لبنان أو غيرها – يحصل تلقائياً على مساعدات، بينما نحن الذين تحملنا ظلم النظام السابق لم نحصل على شيء”.

ويضيف: “اختيار العائلات يتم دون أي معايير واضحة، فهناك عائلات غير محتاجة عادت مؤخراً وحصلت على دعم، بينما العائلات المنكوبة – التي فقدت معيلها أو تعيل أطفالاً ذوي إعاقات – تُهمَل تماماً، ولا يوجد أي تبرير من المنظمات لهذا التمييز”.

ويشير إلى أن “نسبة 90% من العائدين حصلوا على مساعدات، في حين أن نسبة كبيرة من الأهالي الأصليين لم يحصلوا حتى على رغيف خبز أو حبة دواء”، موضحاً أن “القرى تعاني من شحّ المشاريع التنموية، وغياب الدعم الصحي والغذائي، ما يدفع الناس إلى العيش على الديون”.

عين نابش: قرية تحتاج إلى كل شيء

من قرية “عين نابش”، يؤكد المختار أحمد حسن حيدر في حديث لمنصة سوريا 24، أن “الناس تعيش دون خط الفقر”، مضيفاً: “لا توجد حتى الآن أي معونات أو مساعدات خدمية، معيشية أو اقتصادية. هناك عائلات تعاني من أمراض مستعصية، وأطفال مصابون بشلل، ولا أحد يفكر بهم”.

ويروي حيدر محاولات التواصل الفاشلة مع المنظمات: “تواصلنا مع الكثير من الجمعيات دون أي استجابة. مرة واحدة فقط أرسلت منظمة (آفاد) التركية 170 سلة إغاثية، لكنها لم تكفِ العائلات، وعند تواصلنا مع الهلال الأحمر في طرطوس، لم نحصل سوى على وعود”.

ويصف الوضع المعيشي بـ”المستحيل”: “وسائل التدفئة مقطوعة، والمازوت غالي الثمن، وطن الحطب وصل إلى مليون و100 ألف ليرة سورية، وسعر ربطة الخبز اليومية للعائلة بلغ 9000 ليرة (ثمن ربطتَي خبز)، وكل أسبوع تحتاج العائلة إلى صهريج ماء بـ100 ألف ليرة، لأن الآبار الارتوازية والجوفية جفّت تماماً”.

ويشير إلى أن “الاعتماد كان على موسم الزيتون، لكن هذا العام لم يكن هناك موسم بسبب قلة الأمطار”، ما زاد من حدة البطالة والفقر.

30 قرية تعاني الفقر الشديد

ويؤكد المختار أن “نحو 30 قرية في ريف طرطوس تعاني من فقر شديد”، داعياً الجهات المعنية إلى “التحرك الفوري لتلبية احتياجات السكان، الذين لم يعودوا يملكون حتى القدرة على تحمّل الديون”.

وتتعالى أصوات القاطنين في قرى ريف طرطوس، للتنبيه إلى أن قراهم بدأت تتحول اليوم إلى بؤر فقر وديون ومرض، في ظل غياب العدالة في توزيع المساعدات، وانهيار البنية التحتية، وانعدام فرص العمل، حسب تعبيرهم

مقالات ذات صلة