نهر البليخ يبتلع أراضي قرية الرقة السمرة

Facebook
WhatsApp
Telegram

تعاني قرية الرقة السمرة شرقي مدينة الرقة من أزمة متفاقمة بسبب التدهور المستمر في سرير نهر البليخ، الأمر الذي ألحق أضرارًا كبيرة بأراضيها الزراعية. فقد أدى فيضان النهر الموسمي وتراكم الأعشاب والحشائش في مجراه إلى انحراف المياه نحو الحقول، ما تسبب في خسائر واسعة وتهديد مباشر لمصدر رزق الأهالي.

ووفقًا لمصدر في لجنة الزراعة بالرقة، يمتد على ضفتي النهر أكثر من 4000 هكتار من الأراضي الخصبة، غير أن نحو ألفي دونم منها خرج عن الخدمة الزراعية نتيجة توسع المجرى باتجاهها وغمرها بالمياه، مما أفقدها إنتاجيتها بالكامل.

عبّر المزارعون في القرية عن قلقهم العميق إزاء استمرار الكارثة دون أي تدخل فعلي من الجهات المسؤولة، سواء من النظام السابق أو من “قسد”. وقال المزارع سمير عبد الله لمنصة سوريا 24: “كل عام نخسر جزءًا من أرضنا بسبب الفيضانات، ولا نجد من يسمع لمطالبنا. زراعة الأرض ليست مجرد مصدر دخل، بل هي حياتنا كلها.”

أما المزارع محمد العيسى، فصرّح لمنصة سوريا 24: “تراكم الأعشاب داخل مجرى النهر يفاقم المشكلة، فالمياه لا تجد مسارها الطبيعي، فتغمر الحقول وتدمر المحاصيل. نطالب بحلول عاجلة قبل أن نفقد كل أراضينا.”

من جانبه، أكد المزارع أبو محمود في حديثه لمنصة سوريا 24: “الآثار السلبية للإهمال واضحة، خصوصًا مع غياب الصيانة الدورية للنهر. نحن بحاجة إلى خطة مستدامة لتنظيف المجرى وبناء سدود تحد من توسع النهر نحو الأراضي الزراعية.”

إن استمرار الفيضانات الموسمية وتراجع التدابير الوقائية يكشف عن قصور واضح في الإدارة الزراعية والبيئية، الأمر الذي يهدد بتداعيات اجتماعية واقتصادية خطيرة، أبرزها إفقار المجتمع الزراعي في القرية وزعزعة استقراره.

وبينما تتواصل معاناة المزارعين وفقدانهم لمصدر رزقهم الأساسي، يظل التدخل السريع مطلبًا ملحًا لضمان مستقبل زراعي مستدام وتحقيق حدٍّ من الأمن الغذائي في المنطقة.

مقالات ذات صلة