نظم اتحاد الطلبة في مدينة رأس العين، اليوم الخميس 2 تشرين الأول/أكتوبر 2025، وقفة احتجاجية بمشاركة ممثلين عن مختلف الشرائح المجتمعية، رفضًا لاستثناء فرع جامعة حلب الحرة في المنطقة من المفاضلة العامة للجامعات السورية. وتأتي هذه الخطوة في ظل محدودية الفرص التعليمية داخل المنطقة، وصعوبة وصول الطلاب إلى الجامعات الأخرى بسبب الظروف الأمنية والمادية.
وقال مهند علي العبد الله، رئيس اتحاد الطلبة في رأس العين، في تصريح لمنصة سوريا 24:
“نظمنا هذه الوقفة للمطالبة بإدراج مدينة رأس العين ضمن المفاضلات، خاصة أن المدينة محررة منذ عام 2019. منذ ذلك الحين افتتحت جامعة حلب الحرة ثلاثة أفرع تعليمية هي: معهد الصيدلة، ومعهد التمريض، ومعهد إدارة الأعمال، ويبلغ عدد طلابها 130 طالبًا وطالبة. بعد سقوط النظام أعلنت الجامعة تعليق المفاضلات الجديدة، ما يهدد مستقبل نحو 1300 طالب وطالبة في المنطقة. لا توجد حلول بديلة، ويضطر بعض الطلاب إلى استخدام طرق غير رسمية للوصول إلى المناطق المحررة، معرضين أنفسهم لخطر الاعتقال من قبل قوات قسد إضافة إلى الأعباء المادية الكبيرة.”
من جانبه، أوضح محمد نهار الحنوت، رئيس دائرة شعبة رأس العين التابعة لجامعة حلب الحرة، لمنصة سوريا 24 أن المعاهد الحالية ستستمر في استقبال الطلاب المسجلين حتى تخرجهم، دون قبول طلاب جدد للعام المقبل. وأضاف:
“هناك إمكانية لإصدار ملحق للمفاضلة يشمل معاهد رأس العين وتل أبيض، لتسهيل قبول الطلاب في الفروع التعليمية المتاحة. الطلاب يتظاهرون اليوم أملاً في تحسين فرص القبول بالكليات، وليس رفضًا لقرار محدد، خاصة أن بعض خريجي المعاهد تمكنوا من الالتحاق بسوق العمل مباشرة كما حدث مع خريجي معهد الحاسوب.”
المطالب الطلابية
الطلاب المعتصمون عبروا عن سلسلة من المطالب التي يرونها أساسية لضمان حقهم في التعليم. فقد دعوا إلى نقل فروع جامعة الفرات إلى مناطقهم، بحيث ينتقل فرع الحسكة إلى رأس العين، بينما ينتقل فرع الرقة إلى تل أبيض، لتسهيل وصولهم إلى التعليم العالي دون الحاجة للسفر لمسافات طويلة أو مواجهة مخاطر الطريق. كما شددوا على ضرورة حفظ مقاعد الطلاب الذين يفاضلون إلكترونيًا ويحصلون على قبول في فروع بدمشق، بحيث تبقى مقاعدهم محفوظة حتى تتحرر مناطقهم ويتمكنوا من التسجيل، حتى لو بعد عام كامل. وإلى جانب ذلك، طالبوا بوجود تنسيق رسمي بين وزارة التعليم العالي السورية ووزارة التعليم العالي التركية لتأمين مرور آمن للطلاب عبر الأراضي التركية وصولًا إلى الجامعات السورية. أما المطلب الأوسع، فتمثل بضرورة افتتاح كليات ومعاهد جديدة في المنطقة، بما يتيح للشباب متابعة تعليمهم العالي محليًا دون الحاجة لمغادرتها.
مخاوف إضافية بعد قرار الدمج
ويزيد من قلق الطلاب أن مجلس التعليم العالي كان قد أعلن في أغسطس/آب 2025 دمج جامعة حلب الحرة مع جامعة حلب الأم، وهو ما أثار مخاوف مضاعفة ليس فقط حول مستقبل مقاعدهم الجامعية، بل أيضًا حول الاعتراف بشهاداتهم لاحقًا. الطلاب الذين التحقوا بالجامعة منذ العام الماضي عبّروا عن خشيتهم من أن يؤثر القرار على مسارهم الأكاديمي وعلى فرصهم المستقبلية في سوق العمل.
عزلة جغرافية ومصير مجهول
تقع مدينة رأس العين ضمن ما يعرف بمنطقة نبع السلام، وهي منطقة تفتقد إلى اتصال جغرافي مباشر مع بقية الأراضي السورية نتيجة سيطرة قوات قسد على محيطها. هذه العزلة تزيد من معاناة الطلاب وتجعل إدراج معاهد المنطقة ضمن المفاضلة العامة أمرًا مصيريًا، إذ إن عدم فتح هذه المعاهد وحرمانها من الاعتراف الرسمي سيؤدي إلى حرمان مئات الطلاب من استكمال تعليمهم الجامعي ويهدد مستقبلهم الأكاديمي.
