باتت تكاليف علاج الأسنان في القامشلي مصدر قلق ومعاناة لعدد كبير من الأهالي، حيث يصف مواطنون الأسعار بـ”المرهقة” مقارنة بمستويات الدخل المتدنية. وبينما يرى البعض أنّ القطاع السني يعيش في “عالم منفصل” عن الواقع الاقتصادي، يضطر آخرون إلى تأجيل العلاج أو تحمّل الألم لعدم قدرتهم على تحمل النفقات.
إبراهيم الجابر، وهو عامل في مجال الدهان، يروي لمنصة سوريا 24 تجربته قائلاً إنّه لم يتوقع أن تبلغ التكاليف هذا الحد. ويضيف: “خضعت لعلاج عصب وحشوة بقيمة 50 دولاراً، لكن الطبيب أوضح لاحقاً أنّ الأمر يحتاج أيضاً إلى تلبيسة لا يقل سعرها عن 90 دولاراً. ليصل المبلغ الكلي إلى نحو 150 دولاراً، وهو ما يعادل دخلي لشهر ونصف من العمل المتواصل”. وأشار إلى أنّه بات يفضّل تحمّل الوجع على خسارة تعبه المادي، مؤكداً أنّ أولويته تبقى في تأمين الغذاء لأطفاله.
أما أبو جودي، وهو موظف حكومي، فيصف طب الأسنان بأنّه “القطاع الأكثر انفصالاً عن الواقع المعيشي في القامشلي”. ويوضح أنّه اضطر إلى دفع 100 ألف ليرة سورية مقابل صورة شعاعية فقط قبل بدء العلاج، إضافة إلى 50 دولاراً مقابل قلع ضرس العقل وتنظيف العصب. ويتابع: “دفعت في النهاية ما يقارب 100 دولار، بينما راتبي الشهري لا يتجاوز مليوني ليرة، أي ما يكاد يغطي الحاجات الأساسية اليومية”.
ويشير مواطنون آخرون إلى أنّ التفاوت بين قطاع طب الأسنان وغيره من الاختصاصات الطبية أصبح لافتاً، حيث يبدي أطباء الباطنية أو الأطفال قدراً من المرونة في تحديد الأجور، على عكس أطباء الأسنان الذين يربطون خدماتهم بالدولار، ما يجعلها بعيدة عن متناول الغالبية.
ويرى الأهالي أنّ استمرار هذا الواقع يزيد من الفجوة بين الدخل والأسعار، ويدفع الكثيرين إلى تجنّب العلاج أو تأجيله، محذرين من انعكاس ذلك على الصحة العامة، في ظل غياب آليات رقابية أو حلول من شأنها مراعاة الظروف الاقتصادية للسكان.